مصادر الطّاقة العالميّة

مصادر الطّاقة العالميّة

تنتشر في كل أنحاء العالم اليوم موارد متنوِّعة يستغلّها الإنسان بهدف إنتاج الطّاقة لأسبابٍ مختلفةٍ أبرزها توليد الكهرباء أو التّدفئة. يختلف كل مصدر عن الآخر وتتوزّع جميعها على خانتَين تُعرَف الأولى بإسم الطّاقة المتجدّدة التي تضمّ الطّاقة الشّمسيّة، الهوائيّة، المائيّة، الحيويّة والحراريّة الجوفيّة.

أمّا الخانة الثّانية وهي الطّاقة الغير متجدّدة تشمل الفحم الحجري، الغاز الطّبيعي، النّفط والطّاقة النّوويّة، والمُفارقة الأساسيّة بين هاتَين المجموعتَين تَكمُن في كميّة المواد الأوّليّة الموجودة، فالفئة الأولى تتميّز بمقدار غير محدود أمّا الّثانية فهي مُتناهيَة إذ إن سرعة التّصريف تفوق سرعة الإنتاج.

الطّاقة المتجدّدة

غالباً ما يرتبط هذا النّوع بإسم الطّاقة النّظيفة بسبب مستوى إنبعاثات الغازات السّامّة كثنائي أكسيد الكربون (Carbon Dioxyde) والميثان (Methane) المنخفض النّاتج عن تحويل هذه الطّاقة إلى كهرباء.

تتضمّن هذه المجموعة:

الطّاقة الشّمسيّة

مصادر الطّاقة

تُعتَبر الطّاقة التي تُنتِجها الشّمس، من حرارة وضوء، غير محدودة إفتراضيّاً إذاً من البديهي تسخيرُها لإنتاج الكهرباء أو ما يُسمّى بالطّاقة الكهرضوئيّة وقد أصبح ذلك مُمكناً من خلال تركيب عدد كبير من الألواح الخاصّة التي تُشكّل ما يُعرف بالمصفوفة الضّوئيّة الجهديّة. تلتقط هذه الأخيرة ضوء الشّمس كلّما سنحت الفرصة، تَستعمل كميّة معيّنة منه في صنع الكهرباء وتحفظ القسم الآخر في أجهزة التّخزين الفولتوضوئيّة كي يُستغل في الأوقات التي تفتقر للضّوء كاللّيل مثلاً أو أشهر الشّتاء. تطوّرت هذه التّكنولوجيا في العقود الأخيرة لتطال وسائل النّقل وليس فقط المنازل مع ظهور سيّارات وزوارق وطائرات تعمل على الطّاقة الشّمسيّة، لكن ما زال انتشارها محدود حتّى اليوم لعدّة أسباب أبرزها تكلفة التّركيب العالية و الأحوال المناخيّة السّيئة في بعض المناطق.

للمزيد من المعلومات حول الطّاقة الشّمسيّة إضغط هنا.

الطّاقة الهوائيّة

مصادر الطّاقة

هي من أقدم الوسائل المُعتمدة في إنتاج الطّاقة، بدءًا من السُّفن الشّراعيّة وتبِعتها الطّواحين الهوائيّة. أمّا اليوم، تُسخَّر الطّاقة الهوائيّة من خلال أعداد كبيرة من التّوربينات التي تُشكّل مصفوفة تُسمّى مزرعة هوائيّة وهي مرتبطة مباشرةً بشبكة كهربائيّة بهدف التّحكّم بالإنتاج. تنقسم هذه المزارع بين اليابسة والبحر ولكلٍّ منهما حسنات وسيّئات، فعلى سبيل المثال، تُنتج المصفوفات البحريّة طاقة أكثر لكن تتطلّب صيانة مُكلفة ومستمرّة.

لمعرفة المزيد عن الطّاقة الهوائيّة إضغط هنا.

الطّاقة المائيّة

مصادر الطّاقة

الطّاقة الكهرمائيّة هي إنتاج الكهرباء من خلال إستغلال الماء و تتِم هذه العمليّة عن طريق وسائل عدّة أهمّها الطّرق التّقليديّة من خلال بناء السّدود التي تضم المحوِّلات. كما نلاحظ إنتشار للقنوات الكهرمائيّة التي تمر من خلالها المياه في طريقها نحو المعامل البعيدة عن المصدر، ونشهد أيضاً في السّنوات الأخيرة تطوّر وسائل إستخدام طاقة المدّ والجزر بسبب سهولة توقّع أحوال المحيطات ما يُمكِّن الأخصائيّين من معرفة نسبة الإنتاج المُرتَقب.

تعرّف أكثر على الطّاقة المائيّة هنا.

مصادر الطّاقة

تواجه معظم الدّول العربيّة، في الخليج كانت أو في أفريقيا، تحدّياً صعباً عنوانه نقص المياه. أسباب هذه المشكلة معروفة وترتبط بشكلٍ مباشرٍ بطبيعة هذه البلاد الصّحراويّة والتي تشهد كميّة متساقطات منخفضة جدّاً ما يمنع تشكُّل البحيرات والأنهر، بالإضافة إلى النّموّ السّكاني السّريع الذي يُضاعف إستهلاك الماء ما قد يجبر بعض الدّول على خسارة مخزونها بالكامل مع حلول عام ٢٠٦٠. تُثابر الحكومات العربيّة على تطوير البنى التّحتيّة من جهة وفرض غرامات ماليّة من جهة أخرى بهدف الحدّ من الهدر.

للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع إضغط هنا.

الطّاقة الحيويّة

تُخزِّن المواد العضويّة النّباتيّة والحيوانيّة ضوء الشّمس بشكلٍ تلقائيّ وتُشكّل ما يُعرف بإسم الكتلة الحيويّة و هي المصدر الأساسي لهذه الطّاقة. يرتكز هذا النّوع على دورة الكربون الطّبيعيّة ما يضعه في خانة الطّاقة المتجدّدة النّظيفة. تتفوَّق أصناف قليلة من المزروعات على غيرها من ناحية القدرة على إنتاج هذا الوقود الحيوي ومن أشهرها قصب السّكر إذ يُستَخرج منها هذا الأخير ويحوَّل إلى الإيثانول الذي يزوِّد بعض المعامل بالكهرباء. نضيف أيضاً إلى هذه اللّائحة فول الصّويا، الذّرة والصّفصاف.

المزيد من التّفاصيل عن الطّاقة الحيويّة هنا.

الطّاقة الحراريّة الجوفيّة

مصادر الطّاقة

يُخزن كوكب الأرض في القسم الأعلى من التّربة جزءًا مهمّاً من الطّاقة الشّمسيّة التي يتلقّاها على مدار السّنة، كما يتميّز بنشاط إشعاعي وحرارة جوفيّة عالية دائمان في الطّبقات العميقة. يتطلّب إستخراج هذا النّوع من الطّاقة معامل خاصّة وإمدادات طويلة ذو تكلفة مرتفعة جدّاً ما خفّف إنتشار هذه الوسيلة في إنتاج الكهرباء. علاوةً على ذلك، تُعتبر عمليّة الإستخراج دقيقة وخطرة بسبب الإنبعاثات السّامّة المحتَّمة التي تتشكّل من الميثان، الأمونيا وسلفيد الكبريت.

لمعرفة المزيد عن الطّاقة الحراريّة الجوفيّة إضغط هنا.

الطّاقة الغير متجدّدة

تتمتّع هذه المصادر بعدّة صفات مشتركة أبرزها الضّرر البيئي التي تسبّبه عمليّات إستخراجها وإستغلالها في إنتاج الكهرباء كما أن كميّتها محدودة ويتطلّب الأمر آلاف أو حتّى ملايين السّنين لإعادة ملء ما استُعمل منها حتّى اليوم. على الرّغم من ذلك، ما زالت هذه الأنواع من الطّاقة الأكثر إنتشاراً وإستعمالاً في العالم وأهمّها:

الفحم الحجري

مصادر الطّاقة

ينتمي الفحم إلى فئة الوقود الصّلبة، يُحرَق داخل أفران كي يُحوَّل الماء إلى بخار الذي بدوره يُفعِّل التّوربينات التي تدفع المحرّكات على إنتاج الكهرباء. تُصدر هذه العمليّة كميّة هائلة من الإنبعاثات المدمّرة للطّبيعة كغاز ثنائي أكسيد الكربون على سبيل المثال الذي يُعتَبر الأساس خلف الإحتباس الحراري. لهذا السّبب، تُطوِّر بعض الشّركات ما يُسمّى بتكنولوجيا الفحم النّظيف وهي أساليب مختلفة تسعى لتخفيض مستوى الضّرر من خلال غسل الفحم لتجريده من الشّوائب، تخزين كميّة معيّنة من الإنبعاثات أو حتّى العمل على تنقيَة هذه الأخيرة.

للمزيد من المعلومات حول الفحم الحجري إضغط هنا.

الغاز الطّبيعي

مصادر الطّاقة

يتشكّل الغاز الطّبيعي إمّا من خلال الطّريقة الحيويّة التي تتضمّن كائنات تصنع الميثان أو من الطّريقة الحراريّة التي تُحوِّل المواد العضوية المدفونة في الأرض بمساعدة الضّغط القوي. هذا المصدر مسؤول عن إنتاج ما يفوق ٢٢% من الكهرباء العالميّة ويرتبط بمعظم الأحيان بخزّانات النّفط لكن، أساليب إستخراجه وإستعماله مضرّة بالبيئة خاصّةً عند تسرّب غاز الميثان الذي يُساهم في تعزيز المشكلة المناخيّة العالميّة. أكبر مصدر للغاز الطّبيعي هو روسيا أمّا المركز الأوّل في الإستيراد يحتلّه الإتّحاد الأوروبي.

تعرّف أكثر على الغاز الطّبيعي هنا.

البترول

مصادر الطّاقة

تحتل عدّة شركات عالميّة كأرامكو السّعوديّة وشِلّ الهولنديّة سوق النّفط وتُعتَبر هذه التّجارة الأقوى في عالم اليوم. هذه الحصريّة هي نتيجة صعوبة إستخراج البترول بسبب العمليّات المعقّدة التي تسبق الإستخراج الفعلي لكن المكافأة كبيرة إذ تُعتَبر هذه المادّة أساسيّة في معظم الصّناعات الكيميائيّة كإنتاج البلاستيك. لكن، يُسجِّل قطاع النّقل الإستهلاك الأكبر للنّفط المنتشر على شكل وقود للسّيارات والزّوارق والطّائرات. لا يخلو الأمر من الضّرر البيئي النّاتج عن التّسريبات المدمّرة التي تلاحق عمليّات نقل البترول إلى جانب الغازات السّامة الموجودة خلال الإستخراج والإستعمال.

لمعرفة المزيد عن البترول إضغط هنا.

الطّاقة النوويّة

مصادر الطّاقة

يختلف هذا النّوع عن شركائه في هذه اللّائحة إذ يُصنَّف كمصدر طاقة شبه متجدّد بسبب كميّة المواد الأوّليّة القليلة المطلوبة في إنتاج الكهرباء. تُقابل هذه النّقطة الإيجابيّة نقاط سلبيّة متعدّدة أبرزها التّكلفة العالية لبناء المعامل النوويّة التي تتمكّن من إحتضان العمليّات والإشعاعات الخطرة المرتبطة بهذا النّوع من الطّاقة. تتّجه معظم البلاد الكبرى نحو بناء مشاريع مستقبليّة متطوّرة تخفّف من مخاطر تخصيب اليورانيوم، وهو وقود هذه العمليّات، وقد أكّدت الوكالات العالميّة أن في السّنوات الثّلاثين القادمة سوف يُستَحدث أكثر من ٢٠٠ مفاعل.

المزيد من المعلومات حول الطّاقة النّوويّة هنا.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد