تُعتبر الطّاقة الشّمسيّة من أشهر أنواع الطّاقة النّظيفة والمتجدّدة إذ توَسّع إنتشارها على مختلف القطاعات على الرّغم من بعض المشاكل التي لا زالت تحدّق بها. بدأ إستغلال هذا النّوع من الطّاقة بهدف تسخين المياه لكن تطوّر ليصبح مُنتِج للكهرباء أو ما يُعرف بالطّاقة الكهرضوئيّة من خلال ألواح الخلايا الضّوئيّة الجهديّة كما أن بعض التّصميمات المعماريّة الجديدة تتمكّن من تحويل ضوء الشّمس إلى طاقة كهربائيّة.
للطّاقة الشّمسيّة أهداف أخرى أيضاً إذ بعد أن تمرّ من خلال المحرّكات الحراريّة أو المحوّلات الفولتوضوئيّة تتّجه نحو تطهير وتقطير المياه الصّالحة للشّرب كما تُستَعمل هذه الطّاقة للطّهو. أمّا بالنّسبة للحرارة المرتفعة فأكثر استعمالاتها تكمن في الأعمال الصّناعيّة.
أبرز الخصائص والفوائد للطّاقة الشّمسيّة
أكّد برنامج التّطوير في الأمم المتّحدة في مطلع القرن الحالي أن الشّمس تُنتج طاقة، إذا استُغلَّت بالطّريقة المناسبة، تتخطّى كميّة الإستهلاك العالميّ الكامل بأشواط. كما صرّحت منظّمة الطّاقة العالميّة (International Energy Agency) أن تطوير معدّات رخيصة نسبيّاً قد تُمكّن كل سكّان الأرض من إستغلال طاقة نظيفة و متجدّدة ما يُفيد المصلحة العامّة، يُخفّف من الإنبعاثات المضرّة بالبيئة ويحدّ من الإحتباس الحراري.
من أكثر الخصائص أهميّةً هي إمكانيّة التّخزين إذ لا يمكن الحصول على الطّاقة الشّمسيّة خلال اللّيل أو في فترات معيّنة من السّنة لكن معظم الأنظمة بحاجة لكهرباء بشكلٍ دائمٍ في عالم اليوم، وقد أصبح ذلك ممكناً من خلال تطوير أجهزة التّخزين الفولتوضوئيّة المنفصلة عن الشّبكة. تُستَخدم هذه الأجهزة لتشغيل المعدّات الصّغيرة والمتوسّطة وقد تصل حتّى تزويد منزل بالكهرباء، أمّا القرى والمدن تستمدّ طاقتها الشّمسيّة من مصفوفات ضوئيّة جهديّة هائلة الحجم تتطلّب في غالب الأحيان مصدراً داعماً كالطّاقة الهوائيّة أو البطّاريّات.
وسائل نقل على الطّاقة الشّمسيّة
السّيارة الشّمسيّة هي عربة مزوّدة بألواح من الخلايا الفولتوضوئيّة التي تسحب الطّاقة الشّمسيّة و تحويلها مباشرةً إلى طاقة كهربائيّة يعمل من خلالها المحرّك. ما زالت هذه السّيارات في مرحلة النّماذج البدائيّة بسبب المساحة الصّغيرة التي بإمكان الصّانعين بناء الألواح عليها ما يُنتج طاقة محدودة نسبيّاً و تُشارك هذه العربات عامّةً في سباقٍ خاصٍ. حتّى الآن، تغيب أبسط خصائص السّلامة والرّاحة عن هذه السّيارات ما يسمح للعربات الكهربائيّة المزوّدة ببطّاريّة تعمل كمحرّك بالتّفوق على منافسيها في هذا القطاع.
إستُعملت هذه الألواح نفسها في القوارب ما أدّى إلى إنتاج أوّل زورق يعمل على الطّاقة الشّمسيّة في عام ١٩٧٥ وفي أواخر القرن نفسه إنتشرت ظاهرة القوارب التي تضع على سطحها مصفوفة ضوئيّة صغيرة. أمّا في عالم الطّيران، تُعتَبر الصن رايز ٢ (Sunrise 2) أوّل طائرة من دون طاقم بشريّ تحلّق من خلال إستغلال الطّاقة الشّمسيّة فقط وبعدها بخمسة سنين حلّقت السولار رايزر (Solar Riser) وعلى متنها طاقم كامل.
الإنتشار المحدود
على الرّغم من كل التّطوّرات في مجال الطّاقة الشّمسيّة، ما زال عدد كبير من المعدّات غالي السّعر ويتخطّى إمكانيّات عامّة المجتمع الماديّة ولهذا السّبب نشهد كميّة محدودة من المحرّكات الحراريّة في أكثريّة بلاد العالم. نضيف إلى ذلك، الإحتكار الذي تفرضه بعض الشّركات العالميّة على مجال الطّاقة كي تستمر في تصريف مخزوناتها من الوقود والبترول كما أن بعض الدّول تتمتّع بمناخ ضبابيّ وسماء مغطّاة بالغيوم معظم أشهر السّنة ما يُضعف إنتاج الكهرباء من الطّاقة الشّمسيّة بشكلٍ كبيرٍ.