تلقى العالم الإعلان الروسي المتمثل في التوصل لأول لقاح ضد الفيروس التاجي بنوع من التفاؤل الحذر، في حين سارع العديد من الدول، ومن ضمنها خليجية، إلى طلب شراء اللقاح، حيث أكد رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف أن 20 دولة أجنبية طلبت مسبقاً "أكثر من مليار جرعة" من اللقاح الروسي.
ومن ضمن تلك الدول -وفق ديمترييف- السعودية، في حين تتابع الكويت آخر تطورات اللقاح من كثب، إضافة إلى أن سلطنة عُمان نفت الحديث عن سعيها لاستيراد اللقاح الروسي.
مساعٍ خليجية
وتسعى دول الخليج أيضاً للوصول إلى لقاح ضد كورونا من خلال جهود محلية، أو عبر شرائه من الخارج، حيث كلّف وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، في 17 يونيو الماضي، اللجان المختصة بمواصلة متابعة آخر مستجدات اكتشاف لقاح الفيروس التاجي، والتواصل مع الهيئات العالمية، والعمل مستقبلاً على الشراء الموحد لهذا اللقاح.
صحيفة "القبس" الكويتية نقلت عن مصادر، بعد الإعلان الروسي عن توفر اللقاح، أن لدى وزارة الصحة لجنة فنية متخصصة للوقوف على أبرز العلاجات واللقاحات المستخدمة عالمياً، إذ تضم استشاريين وخبراء في الأمراض المعدية والباطنية لمتابعة المستجدات العالمية والأدوية التي تطرأ ويمكن استخدامها للمرض والحالات.
ولم تطلب الكويت، حسب المصادر، أي جرعات من اللقاح الروسي؛ لكون طلبات استيراد أي كمية من هذا اللقاح أو غيره تخضع لمعايير ومقاييس يجب توافرها قبل الطلب؛ بينها الحصول على النتائج الطبية العلمية المرجوة، والفعالية ضد الفيروس، والاعتماد الرسمي من منظمة الصحة العالمية أو منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين.
لقاح غير آمن
منظمة الصحة العالمية بدورها، وفي أول تعليق لها بعد الإعلان الروسي، أكدت أن المرحلة التي تسبق الترخيص، والترخيص للقاح، يخضعان لآليات صارمة؛ تتضمن مراجعة وتقييماً لكل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية.
المنظمة أكدت أنها على تواصل وثيق مع السلطات الروسية، والمحادثات تتواصل بعد إعلانها التوصل إلى لقاح ضد جائحة فيروس كورونا.
كما تضع منظمة الصحة العالمية آلية ترخيص مسبق للقاحات وللأدوية؛ حيث يطلب المصنعون الترخيص المسبق للمنظمة لأنه بمنزلة ضمان للنوعية.
وبحسب منظمة الصحة، ثمة 26 لقاحاً محتملاً في مرحلة التجارب السريرية (أي الاختبار على الإنسان) في كافة أنحاء العالم، و139 في مرحلة التقييم ما قبل السريري.
وإلى جانب منظمة الصحة العالمية صدرت بعض المواقف من دول العالم حول اللقاح الروسي؛ أبرزها من وزارة الصحة الألمانية، التي أكدت أنها "لا تمتلك أي معلومات معروفة عن نوعية وفعالية وسلامة اللقاح الروسي"، وهو ما يعد تشكيكاً به.
ويحتاج استخدام اللقاح الروسي في أوروبا، وفق وزارة الصحة الألمانية، إلى المعرفة الكافية المستخلصة من التجارب السريرية لإثبات فعالية الدواء وآثاره، الجانبية اضافة إلى الدليل على جودته الصيدلانية.
ولم تجرِ وزارة الصحة الألمانية أي اتصالات مع روسيا لحجز جرع من اللقاح، ولكنها أكدت أن سلامة المرضى في الاتحاد الأوروبي هي على رأس الأولويات.