إذا أردت ان تنعم بذاكرة جيدة وعقل سليم، ننصحك بالإنجاب الذي يفيد عقل كل من الآباء والأمهات على حد السواء، وفق ما كشفت دراسة أسترالية حديثة، وقالت أن الأمهات والآباء فوق سن السبعين لديهم مادة رمادية أكثر سمكا في أدمغتهم من أقرانهم الذين لم ينجبوا أطفالا.
ويشار إلى أن المادة الرمادية توجد في الغالب على الطبقة الخارجية من الدماغ وتعمل على معالجة المعلومات، وبشكل عام، يتناقص سمك هذه المادة مع التقدم في العمر، مما يعني أن الأبوة والأمومة تساعدان في إبقاء الدماغ صغيرا.
وتوصل باحثون من جامعة موناش الأسترالية إلى تلك النتائج عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الاختلافات في سمك المادة الرمادية في أدمغة 287 رجلا و260 سيدة تتراوح أعمارهم بين 70 إلى 88 عاما. وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تفحص العلاقة بين الأبوة ودماغ المسنين.
وأشارت الأدلة إلى أن التغيرات العصبية المرتبطة بالمراحل المبكرة من الأبوة تستمر حتى الشيخوخة، حيث يغير الحمل وفترة ما بعد الولادة المبكرة بنية الدماغ، للمساعدة في التكيف مع وصول الطفل. كما أن التحديات والمسؤولية الجديدة التي يشعر بها الآباء خلال تربية أبنائهم تزيد من حجم المادة الرمادية بأدمغتهم. واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الاختلافات في سمك المادة الرمادية المتعلقة بالأبوة في أواخر الحياة لكلا الجنسين.
وكشفت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن عدد أكبر من الأطفال تصبح لديهن وظيفة ذاكرة أفضل في وقت لاحق من الحياة. وتقدم هذه الدراسة أدلة أولية تشير إلى أن التغييرات العصبية المرتبطة بالمراحل المبكرة من الأبوة تستمر حتى سن الشيخوخة، وبالنسبة للنساء، قد تكون مرتبطة بنتائج معرفية أفضل.
ووجد الباحثون أن هناك علاقة إيجابية بين تكافؤ عدد الأطفال والأمهات وأداء الذاكرة لدى الأمهات، مشيرين إلى أن مناطق الدماغ تظهر علاقة مهمة بين سمك القشرة وعدد الأطفال للإناث، وأظهرت ثلاث مناطق من الدماغ علاقة كبيرة مع عدد من الأطفال.
وفي مقابل ذلك، أظهر الآباء مادة رمادية أرق في القشرة الحزامية الأمامية اليسرى والمادة الرمادية السميكة في القطب الصدغي الأيمن، مقارنة بالرجال الذين ليس لديهم أطفال.