عرف عن الشعب الياباني بأنه من الشعوب المعمرة، ولديهم معدلات منخفضة جداً من السمنة، رغم أنهم لا يمارسون الرياضة، فأكثر الناس ليس لديهم عضوية في الصالات الرياضية. فما سر رشاقتهم؟
التمارين عند اليابانيين لا تتعلق بالضرورة بالذهاب إلى "الجيم" أو الجري لمسافة 10 كيلومترات، ولكنها ترتبط بنمط حياتهم الأساسي، وهو "المشي".
المشي مثل التنفس
فالمشي من الأنشطة البدنية التي يوصي بها الأطباء كوسيلة للبقاء بصحة جيدة، والحد من آثار الشيخوخة. ولأن معظم اليابانيين لا يملكون سيارات، فإنهم عندما يذهبون إلى العمل يمشون، وعندما يتسوقون يمشون، وعندما يخرجون لتناول العشاء يمشون، حتى أصبح المشي كالتنفس.
ففي استطلاع حديث أجرته شركة يابانية متخصصة على ألف مواطن تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاما، كشف حوالي نصف من استطلعت آراؤهم أنهم بالكاد يمارسون الرياضة مرة واحدة في الشهر تقريبا أو لا يمارسونها على الإطلاق، إما لعدم وجود وقت، أو لأنهم لا يحبون ممارسة الرياضة كثيرا.
فالبالغون يمشون بمعدل 6500 خطوة في اليوم، دون أن يعتبروا ذلك تمرينا، ولكن مجرد حركة نشطة طوال اليوم. ويمشي الذكور البالغون (بين العشرينات والخمسينات) ما يقرب من 8000 خطوة يوميا، ويمشي النساء في نفس المرحلة العمرية حوالي 7000 خطوة.
ويشتهر سكان أوكيناوا بثقافة خاصة للمشي، تعتمد على دمج الحركة الدائبة في نمط حياتهم اليومي. كما تمكنت ناغانو، وهي منطقة ريفية، من قلب معدل السكتة الدماغية المرتفع، بتوفير أكثر من 100 مسار للمشي، ويتمتع مواطنوها بأعلى معدلات طول العمر في اليابان.
وهذه ليست دعوة ضد ممارسة التمارين الرياضية، أو التشكيك بمزايا التعرق الذي يعزز الصحة الجسدية والعقلية. لكن هوس ثقافة اللياقة البدنية يمكن أن يسبب الارتباك والإحساس بالعجز، ومن ثم الشعور بالذنب، لأولئك الذين لم يعتادوا عليها أو غير المتحمسين لأدائها، لدرجة تجعلهم يعتقدون أن الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه متاح فقط للذين يرفعون الأوزان باستمرار، ويخصصون وقتا كافيا للركض اليومي.