تظل التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين هي الموضوع الأسخن في الأسواق المالية. ويبدو أنّ الرئيس ترامب يحتفي بالمعركة الأولى في الحرب التجارية، قائلاً في تغريدة له بأنّ التعريفات الجمركية تعطي النتائج المرجوّة بشكل كبير. وهو يعتقد بأنّ التعريفات الجمركية سوف تمكّن الولايات المتحدة الأميركية من البدء بتخفيف الحجم الكبير من الديون التي تراكمت طوال فترة حكم الرئيس أوباما.
تحت عنوان "هل يكسب ترامب الحرب التجارية فعلياً؟" كتب حسين السيد، كبير استراتيجيي الأسواق في FXTM، وقال في مقاله، ذكر الرئيس ترامب بأن التراجع الحاد في أسواق الأسهم الصينية هو دليل على أنّ التعريفات الجمركية تعطي النتائج المرجوّة. وبرأيه فإنّ التعريفات الجمركية ستجعل الولايات المتحدة أغنى بكثير ممّا هي عليه حالياً وأنّ الحمقى فقط هم من سيخالفونه الرأي في هذه المسألة.
منع إيران من الحصول على الدولار
وحتى الآن فإنّ التعريفات الجمركية مفروضة على بضائع مستوردة بقيمة 85 مليار دولار فقط. وبافتراض تعريفات جمركية تبلغ 25%، فإنها ستسهم في جمع مبلغ يصل إلى 21.25 مليار دولار. ويمثّل هذا الرقم 1.33% من الدين الإضافي البالغ 1.6 ترليون دولار والذي راكمه ترامب منذ وصوله إلى سدّة الحكم و0.1% فقط من الدين الإجمالي الحالي البالغ 21 ترليون دولار. لذلك لا يبدو حتى الآن بأنّ التعريفات الجمركية المفروضة سوف تخفّض الدين الأميركي تخفيضاً ملموسا.
برأيي الشخصي، جزء كبير من التعريفات الجمركية سيسدّده المستهلكون الأميركيون وأتوقع أن يبدأ مؤشر أسعار المستهلكين بعكس أسعار أعلى، وخاصة إذا فرضت إدارة الرئيس ترامب تعريفات جمركية إضافية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار. والتضخّم المتصاعد يقود إلى معدلات فائدة أميركية أعلى، ممّا يترجم على شكل تكاليف أعلى للاقتراض وخدمة الدين. وقد خفّضت عدّة شركات أميركية توقعاتها لأرباحها نتيجة للتعريفات الجمركية وخاصّة شركات تصنيع السيارات حيث سجّلت أسهم شركات جنرال موتورز وفورد وفيات كرايزلر تراجعاً حادّاً بعد أن أعلنت عن نتائجها.
وشملت قائمة الشركة الأميركية الأخرى المتأثرة بالحرب التجارية العالمية لترامب كلاً من تايسون فودز، وهارلي ديفيدسون، ويونايتد تكنولوجيز، وكاتربيلار، وكوكا كولا، إضافة إلى قائمة من الشركات الأخرى.
وهذا يفسّر سبب فشل مؤشر (S&P 500) في الوصول إلى رقم قياسي جديد على الرغم من أنّ 81% من الشركات قد تمكّنت حتى الآن من تجاوز توقعات المحللين لأرباحها في واحد من أفضل مواسم نتائج الشركات في التاريخ. وبما أنّنا بتنا على مقربة من نهاية موسم النتائج، فإن الحرب التجارية ستعود لتهيمن على العناوين، والخطر الأكبر التالي على الأرجح سيكون الانتخابات النصفية الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني. وأعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً بأن يستولي الديمقراطيون على الكونغرس الأميركي لينهوا بذلك السيطرة الحزبية الأحادية للجمهوريين. وهذا لن يكون خبراً سارّاً بالنسبة لأسواق الأسهم، ومن المتوقّع أن نرى مداورة نحو الأسهم غير الدورية مع زيادة في الأموال النقدية في محافظ المستثمرين.