هل جائحة كورونا تلغي صيام رمضان؟

هل جائحة كورونا تلغي صيام رمضان؟

طالب العديد من المواطنين في البلدان العربية بإصدار فتوى رسمية بعدم جواز صيام رمضان هذا العام؛ بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد “ كوفيد – 19″، وحصد أرواح ألآلاف، وتخطي الإصابات المليون شخص على مستوى العالم.

ويرى بعض الأطباء أنه في ظل انتشار فيروس كورونا، لا يفضل صيام كبار السن ومرضى نقص المناعة؛ لأن ترطيب الجسم باستمرار يعمل على إبطاء الدورة الدموية، والتي تذهب بغزارة لأماكن العدوى لمدها بقوات انتشار سريعة تدافع عن بقائها.

وأكده الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أن ”الصيام واجب وفرض لا يجوز إسقاطه إلا عن المريض أو المسافر بحسب الشرع“.

وقال إنه ”من رحمة الله أن جعل الزكاة واجبة على من يملك النصاب، والحج واجب على المستطيع، والصيام واجب على القادر“.

واضاف أنه إذا كان من أجل مرض منتشر بين الناس يبيح ويعطي رخصة للناس بإفطار رمضان، نصبح بذلك متفقين على هدم الإسلام، فليس هناك فتوى تبيح الإفطار على ظاهرها، إلا إذا كان مريضًا أو على سفر، وعلى الذين لا يقدرون عليه إلا بمشقة ففدية طعام مسكين.

وتابع ”صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان، والإسلام اهتم بالإنسان قبل البنيان، فإذا كان هناك خطر، فالضرورات تبيح المحظورات“، مؤكدًا أن أخذ الحذر والحيطة واجب، أما فتوى بإفطار رمضان على إطلاقها فلا يجوز، وهنا القرآن واضح، ولا شك أن قرار في هذا (الأمر) مسؤول عنه مجمع بحوث العلماء، ولا يصح فيه فتوى فردية“.

ونوه بأن للإنسان أن يأخذ بالرخصة متى شاء؛ لأن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه، والمرء طبيب نفسه، مشيرًا إلى أنه حال صدور فتوى فالشخص مخير أن يأخذ بها أو لا، دون إثم عليه.

سابق لأوانه

مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أجاب على سؤال، بشأن حُكم صيام شهر رمضان في حال رأى الأطباءُ ضرورة بقاء فم الصائم رطبًا طوال اليوم؛ كإجراء وقائيّ من العدوى بـ فيروس كورونا المُستجد (كوفيد – 19)؟“، بأن ”الأمر سابق لأوانه؛ فإنه لا يجوز للمسلم أن يُفطِر رمضان إلا إذا قرر الأطباء، وثبت علميًا أن الصيام سيجعله عرضة للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًا حتى هذه اللحظة“.

وأشار المركز في بيان رسمي له، إلى أن الإسلام حث على حِفظ النفس وصيانتها بكل الطرق والسبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعَّده الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية بقاعدة (الدَّفع أقوى من الرَّفع) حيث قرروا فيها، بأنه إذا أمكن رفع الضرر قبل وقوعه وحدوثه؛ فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي؛ لأنه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يجنِّب المجتمع الأضرار والكوارث التي من الممكن أن تحدث إذا لم نسرع بمعالجة الأمور.

وتابع ”لا يجوز للمسلمين الإفطار في رمضان إلا للمرضى وأصحاب أمراض المناعة وأصحاب الأعذار الذين يُرخَّصُ لهم الفِطر، أو إذا ثبت علميًا أن لعدم شرب الماء تأثيرًا صحيًا على الصائمين؛ كإجراء وقائي لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار في رمضان؛ فيرجع في حكم ذلك للأطباء الثقات وما يرونه؛ للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم مُلزم لكل صائم مسلم بالإفطار من عدمه. ونؤكّد على أنه إذا استمر الحظر وبقي الناس في منازلهم فيجب الصوم؛ لأنه ببقائهم بالمنزل لن يكون هناك خطر يهدد حياتهم بعدوى“.

وأكد أنه ”في حالة الضرورة، فالرأي القاطع في هذه المسألة يكون لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف“.

تعليق العمرة

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في بلدان منها فلسطين، أحاديث حول إلغاء صوم رمضان، قياسًا على قرار المملكة العربية السعودية بتعليق العمرة واحتمالية إلغاء الحج هذا العام.

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، ردت على ما أثير بـ“إلغاء الصيام“، بأنها مجرد تكهنات من البعض لا أساس لها.

وقال الناطق باسمها الدكتور عادل الهور في تصريحات لمواقع محلية، إن ”فريضة الصيام مستمرة، ولكن قد تُمنح رخص بالإفطار لبعض الأشخاص بسبب المرض أو السفر، وهذا وفقًا للشرع، وليست لعموم الجماعات بسبب وباء أو غير وباء“.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد