احتل رجل الأعمال المكسيكي اللبناني الأصل المرتبة السادسة ضمن قائمة أثرياء العالم لعام 2017 التي تُطلقها مجلة فوربس في كل عام. وتتميز قصة نجاح هذا الضيف الثابت قي قائمة أغنياء العالم عن قصص أخرى لأغنياء العالم بأنها بدأت في عمر صغير. وبالتالي ظهرت بوادر نجاح كارلوس سليم في البداية ضمن مُحيط عائلته، ليُصبح من خلال قدراته، إصراره وطريقة عمله من أغنى أغنياء العالم.
تعرف على تاريخ الملياردير العربي الأصل كارلوس سليم، كيف صنع ثروته وبما إستثمر ليصبح فاحش الثراء .
طفولة كارلوس سليم
كان من الطبيعي أن يتصدّر كارلوس سليم هذه المرتبة المهمة كأحد أهم وأغنى رجال الأعمال في العالم. فتميز كارلوس سليم منذ طفولته بامتلاكه دائمًا كمية من النقود في جيوبه حيث أنّه كان يقوم ببيع الوجبات الخفيفة والمشروبات لأفراد عائلته. كما كان يقوم في شبابه بالإحتفاظ بدفاتر يسجل فيها كل ما له علاقة بما يُنفقه وما يكسبه من أموالٍ... كما تعلّم أيضًا الكثير عن الفائدة المُركبة.
عوامل عدة جعلت إمبراطورية كارلوس سليم تتوسع، حيث نجده يملك عددًا لا يُستهان به من متاجر التجزئة الكُبرى الموجودة في المكسيك بالإضافة إلى شركات الإتصالات، المطاعم، الفنادق، التنقيب عن النفط وشركات البناء... إلى جانب امتلاك كارلوس عددًا من الحصص في مجموعات خارج المكسيك كشركة نييورك تايمز وساكس للتجزئة.
كيف تحوّل إلى أحد أغنى رجال الأعمال؟
اكتسب كارلوس سليم تقنيات وأسرار التجارة الأولى والأساسية من والده، الذي هاجر في أوائل القرن العشرين من لبنان إلى المكسيك. حيث افتتح متجرًا له وقام خلال الثورة المكسيكية بشراء عقارات بأسعار رخيصة وهابطة جدًا.
أمّا بالنسبة لبداية كارلوس سليم في مجال إدارة الأعمال، فقام بتأسيس شركة عقارات إلى جانب عمله كسمسارٍ في البورصة (في المكسيك) وذلك بعد أن تخصص في مجال الهندسة. كل ما سبق ساهم في ازدياد ثروة كارلوس سليم ليُنشئ بعدها شركة سمسرة في منتصف الستينيات.
وبعدما أسس كارلوس سليم أرضًا صلبة له ولشركاته، إذ قام بعد حوالي 10 سنوات باتباع نمط تجاري جديد حيث بدأ بشراء شركات تعاني من مشاكل على مختلف الأصعدة، ومن الشركات التي قام بشرائها: شركة للسجائر، شركة لصناعة الإطارات والكابلات بالإضافة إلى مقهى ومتجر...
أوبرا وينفري: الأفريقية الأميركية الأغنى في العالم
وينظر كارلوس سليم إلى الازمات باعتبارها مؤقتة مُتبعًا استراتيجية مختلفة في إدارة الاعمال، وما يدل على ذلك قيامه بمخاطرة في هذا المجال عام 1987 خلال فترة مرور المكسيك بإحدى الازمات... فقام بشراء العديد من الأسهم بأسعار منخفضة ليقوم ببيعها بعد فترة حين تحسنت الأحوال.
ولكن ما عاتُبر فعلًا علامة فارقة في مسيرته المهنية كان حين قام بشراء شركة الهاتف الحكومية تيلميكس لتتحول إلى أكبر مصدر للمال. ليقوم بإنشاء شركة موفيل بعدها ويوسعها تدريجيًا... ونجح كارلوس سليم في تحويلها إلى رابع أكبر وأهم شركة في مجال الخدمات اللاسلكية في العالم.
نمط حياة رجل الأعمال كارلوس سليم
يعيش كارلوس سليم نمط حياة بسيط ويقوم على مبدأ الإقتصاد ما يجعله يبتعد عن مظاهر الثراء السائدة كالطائرات الخاصة، اليخوت بالإضافة إلى الأمور الفاخرة الاخرى التي تهتم بها هذه الطبقة. وتجدر الإشارة إلى أنّ كارلوس يعيش في المنزل نفسه منذ حوالي أربعين عامًا ويقوم بقيادة سيارة مرسيدس قديمة مُدرعة إلى جانب حراسة له بالطبع.
كما يتمتع رجل الاعمال المكسيكي من أصل لبناني بحس إنساني لا يعرفه كثيرون، حيث أنّه يشارك بفعالية بالغة في عملية مكافحة كل مظاهر الأمية، الفقر وسوء الرعاية الصحية الموجودة في أميركا اللاتينية. كما نراه يُساهم في تشجيع العديد من المشاريع الرياضية المخصصة للفقراء. ويُفضل كارلوس سليم بحسب تصريحاته توفير رجال الأعمال وظائف أكثر وثروة عبر الإستثمار لمساعدة الفقراء وتوفير فرص عمل لهم.
أخيرًا، يُعتبر كارلوس سليم أحد أغنى رجال الأعمال في المكسيك، مع العلم بأنّ كل ما حققه خلال حياته يجعله من الشخصيات التي لا يمكن سوى التوقف عندها وعند إنجازاتها العديدة في مجال إدارة الأعمال... ما جعله يتربع على التوالي على عرش أغنياء العالم.