يُعتبر إسم أوبرا وينفري من الأسماء المعروفة والبارزة جدًا بسبب برنامجها الحواري The Oprah Winfrey talk show الذي لا يزال حتّى الآن من أهم البرامج الحوارية التي تم عرضها في تاريخ التلفزيون الأميركي.
واكتسبت أوبرا وينفري شهرة واسعة على مر السنين بعد نجاحها في مجالات عدة بما في ذلك التمثيل، تقديم البرامج، الإنتاج التلفزيوني، الكتابة بالإضافة إلى اعتبارها سيدة أعمالٍ لامعة... مع العلم بأنّ كل هذه الإنجازات جعلتها تُصنف كالأفريقية الأميركية الأغنى في العالم.
لا يكشف النجوم عن كل تفاصيل حياتهم الشخصية أمام جمهورهم. وما يجهله كثيرون عن حياة أوبرا وينفري أنها تضمنت الكثير من المراحل الشاقة من فقر وانحراف وفشل... وصولًا إلى ما وصلت إليه اليوم. تعرف على الإمرأة الأفريقية الأمريكية الأغنى في العالم، كيف بدأت بلا شيء وجمعت المليارات من الدولارات.
ما يميز أوبرا وينفري عن غيرها من النجمات أنّها بالرغم من نجاحها واعتبارها كإحدى أقوى النساء في العالم، لم تقم يومًا بإخفاء ما عاشته من طفولة قاسية، مُشتتة بالإضافة إلى الكشف عن العديد من المواقف الصعبة التي واجهتها في حياتها.
أوبرا وينفري: طفولةٌ غير سهلة
وُلدت أوبرا وينفري في ولاية بالميسيسبي عام 1954 بعد علاقة جنسية عابرة بين والديها لينفصلا بعدها. تربت أوبرا وينفري في عائلة فقيرة مع جدّها وجدتها حتى عمر السادسة، حين تم إرسالها للعيش مع والدتها في حي خطير وفقير جدًا. وفي عمر الـ 12 انتقلت للعيش مع والدها، حيث مكثت معه لفترة قصيرة في ناشفيل في ولاية تينيسي. ليتم إستدعاء أوبرا وينفري للعيش مع والدتها مجددًا، ما أثر سلبيًا على حياتها (خلال سنوات مراهقتها) حيث زادت مشاكلها وخصوصًا مع التعدي جنسيًا عليها واغتصابها... وبعد سنوات من التصرفات السيئة والسلوك غير المستقيم قامت والدة اوبرا وينفري بإرسالها مجددًا للعيش مع والدها في ناشفيل.
نقطة التحول في حياة أوبرا وينفري
إنّ انتقال أوبرا وينفري للعيش مع والدها أخيرًا شكل نقطة تحولٍ لها على مختلف الأصعدة. فكان صارمًا جدًا معها في التوجيه، التأديب، النصائح بالإضافة إلى أنّه قام بحثها على قراءة الكتب وتعلّم مفردات جديدة دائمًا. كل ذلك ساهم في أن تتحول أوبرا وينفري إلى طالبة متميزة لتُشارك حتى في العديد من النشاطات المدرسية كنادي الدراما وغيرها من الأمور. وبعد حصولها على منحة دراسية كاملة للدراسة في جامعة ولاية تينيسي، حازت في بداية دراستها على لقب Miss Black Tennessee. ما لفت إليها الأنظار وجعلها تتلقى عرضًا للعمل في محطة إذاعية محلية. وأصبحت في عمر العشرين أول مذيعة أخبار ببشرة سوداء في ناشفيل، لتحصل بعدها على وظيفة في بالتيمور.
وبالرغم من المصاعب العديدة التي واجهت أوبرا وينفري إلّا أنها لم تستسلم وعُرض عليها تقديم البرنامج الحواري "AM Chicago" الذي تحوّل في غضون أشهر قليلة إلى أحد أهم البرامج الحوارية والأكثر متابعة. وبعد ثلاث سنوات تم تغيير اسم هذا البرنامج إلى The Oprah Winfrey Show الذي تطرق إلى مواضيع إجتماعية وبقي يُعرض ويُبث بشكل متواصل حتى عام 2011.
في عام 1986 قامت أوبرا وينفري بخطوة جديدة في مجال الإنتاج، حيث قامت بتأسيسHarpo Productions التي أنتجت العديد من البرامج الناجحة والمتميزة كـ "Dr. Phill" و"Rachael Ray". وتجدر الإشارة إلى أن وينفري نجحت في جمع حوالي 97 مليون في عام 1996 فقط.
بالإضافة إلى كل ما سبق، شاركت أوبرا وينفري في كتابة خمسة كتب، مع العلم بأنّ الكتاب الذي يتناول موضوع فقدان الوزن حقق أرباحًا خيالية حول العالم، ليتفوق على كتاب مذكرات الرئيس بيل كلينتون.
كما نشرت مجلة خاصة بها (The Oprah Magazine) ثم أطلقت راديو أوبرا... لتقوم بعدها بإطلاق محطة كايبل وهي شبكة أوبرا وينفري (The Oprah Winfrey Network).
أخيرًا وبالرغم من ثروة أوبرا وينفري الهائلة التي وصلت إلى 3.1 مليار دولار أميركي عام 2017، وتمتعها بكل مظاهر الرفاهية كامتلاكها طائرة خاصة على سبيل المثال... إلّا أن هذا لم يمنعها من التبرّع الدائم للجمعيات الخيرية والمحتاجين والفقراء.