أشيع مؤخراً بأن المتعافين من كورونا سيصابون بالعقم في المستقبل، منها تصريح نُسب لوزارة الصحة الصينية، فما حقيقة ذلك؟
نفت إحدى الصفحات المختصة بمجابهة الشائعات، حقيقة إصابة المتعافين من (كورونا) بالعقم التام، مشيرة إلى أن مقالاً نشر على موقع (حكومة هوبي) الصينية، يتحدث عن احتمالية تعرض مصابي فيروس (كورونا- كوفيد 19) المتعافين من الرجال إلى انخفاض في الخصوبة، بعد ذلك قام الموقع بحذف المقال، بعد ساعات من نشره.
وقال الدكتور نبيل زواهرة، رئيس قسم الطب الوقائي في مديرية صحة بيت لحم: الخبر غير صحيح، تلك المعلومات لا علاقة لها بالحقيقة نهائياً، وتندرج تحت بند الإشاعات الكثيرة، التي نسمعها بالآونة الأخيرة حول فيروسات (كورونا) ومضاعفاته.
وأضاف زواهرة: "المرض له ثلاثة شهور فقط، وأي مضاعفات للمرض من الصعب اكتشافها الآن، ممكن أن تُكتشف بعد 6 شهور أو سنة، ولكن حالياً وفي هذا الوقت القصير مستحيل".
وأوضح، أن إعلان شفاء المريض بـ (كورونا) يتم بعد فحصه ثلاثة فحوصات متتالية، الفحص الأول بعد أسبوع من الشفاء، إن كانت النتيجة (سلبية)، يُفحص مرة أخرى بعد 48 ساعة، وإن كانت النتيجة (سلبية)، ويُفصح للمرة الثالثة بعد 48 ساعة، وإن كانت (سلبية) نكون قد حصلنا على ثلاث فحوصات، تثبت أن الشخص قد شُفي.
وكشف المختص في الأوبئة، أن هناك وبنسبة ضئيلة جداً، من يَظهر الفحص (إيجابي) أي أن الشخص أصيب مرة أخرى بـ (كورونا)، وبذلك يحُجر مرة أخرى لمدة 14 يوماً، وبعد ذلك يُفحص الفحص الأخير، متمماً: "هناك نسبة قليلة جداً بعد ثلاثة فحوصات، يعود لهم المرض مرة أخرى".
وقال الدكتور ماهر ملحم، رئيس قسم الطب الوقائي بالخليل: من المبكر الحديث عن أعراض ومضاعفات فيروس (كورونا)، وقد تكتشف بعد أشهر.
وأكد ملحم، أن أغلب المرضى حول العالم، ممن أعلن عن شفائهم من فيروس (كورونا)، هم سالمون لغاية هذه اللحظة، مردفاً: "لم يخرجوا من فترة طويلة حتى يتم متابعتهم واكتشاف أي مضاعفات ما بعد التشافي من المرض، من المبكر الحديث عن المضاعفات الآن".
وعلى مستوى فلسطين، قال ملحم: لغاية اللحظة الـ 17 مريضاً الذين تعافوا من (كورونا) في محافظة بيت لحم، سالمين ولا يعانون من أي مشاكل صحية، وحتى أثناء فترة الإصابة بالفيروس والحجر، كانوا سالمين، ولم يعانوا من أي أمراض أو مشاكل صحية، ولم يتطور المرض لديهم، ولم يحدث أي مضاعفات.
أما الدكتور عيسى علان، أخصائي بعلم الأوبئة، قال: لم يمر فترة طويلة على شفاء المصابين بـ (كورونا) حتى يتم معرفة مضاعفات المرض، من الممكن أن يخرج المصاب بأزمة نفسية تؤثر على علاقته بالطرف الآخر، ولكن ذلك لا يعتبر عُقماً.
وأضاف علان: "لا يمكن الحكم بهذه الأمور خلال ثلاثة شهور، وهي الفترة الخاصة بحرب الصين ضد الوباء، لا يمكن خلالها الحديث عن سابقة علمية، بأن هذا الموضوع أدى لهذه النتيجة".
وأكد الدكتور، أن المصاب بفيروس (كورونا) يحُصن من الإصابة مرة أخرى، كون جسده قد أنتج مضادات ضد هذا الفيروس.