الأشخاص العنيدون لديهم التزام صارم بأفكارهم وآرائهم، ويقاومون أي محاولة للتغيير، خاصة إذا كانت هذه المحاولات نابعة من أشخاص آخرين، ما يؤثر سلباً على علاقاتهم الاجتماعية، ويمنعهم عن الاستمتاع بأي علاقة حقيقية صحية وصادقة.
لماذا يصبح بعض الأشخاص العنيدين؟
الناس العنيدون لا يكونون كذلك طوال الوقت، قد يكون هناك بعض الأحداث والتفاعلات التي دفعتهم إلى اتباع هذا السلوك، وفي ما يلي نستعرض بعض الأسباب التي تدفع الناس إلى أن يكونوا عنيدين.
العناد والهوية
يرتبط الأشخاص العنيدون بمعتقداتهم وآرائهم وأفكارهم وأذواقهم، ولا يستطيعون التعامل مع أي شخص يختلف معهم ولا يستطيعون الاتفاق مع أي إنسان يعارضهم.
الأشخاص العنيدون لا يرون أي رأي آخر سوى رأيهم، ولا يستطيعون تبني وجهات نظر أخرى، ويشعرون بالتهديد الكبير عندما يتواجدون بالقرب من أشخاص يختلفون معهم، لذلك في بعض الأحيان يعوق العناد الأشخاص عن نمو والنضج، ويؤثر سلباً على علاقاتهم مع الأشخاص المحيطين بهم.
شعور خفي بالعدوانية
في بعض الأحيان يكون السبب الرئيس وراء تصرف الناس بهذه الطريقة العنيدة نابع من رغبتهم في إغضاب الأشخاص المحيطين بهم، أو ربما لأنهم مروا ببعض المواقف الأليمة والعدوانية في الماضي التي دفعتهم إلى اتباع هذا السلوك.
الخوف المستمر
ربما يدفع الخوف المستمر بعض الأشخاص إلى الرغبة في الثبات والاستقرار، لذلك يبحثون عن استراتيجية لمواجهة هذا الشعور بالخوف، ويقاومون أي محاولة للتغير.
ويدفعهم هذا بدوره إلى تبني سلوك عدواني، يمنعهم من تقبل الرأي الآخر، والابتعاد عن كل ما هو جديد، وإنكار أي حاجة إلى التغير، ومقاومة الضغوط الداخلية والدوافع التي تدعوهم إلى التغيير.
كيف تتعامل مع الشخص العنيد؟
التعامل مع الشخص العنيد قد يكون صعباً، خاصة أنه لا يكون متفتح الذهن وكذلك يكون غير مرن تماماً، لذلك مهما حاولت التواصل معه واقناعه بشيء فاعلم أن محاولاتك قد تذهب سدى، ولكن إذا حاولت التعرف إليه بصورة أفضل، ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء عناده، فربما يغدو التعامل معه أمر أسهل.
بإمكانك أن تسأله بصورة مباشرة عن سبب كونه عنيداً لهذه الدرجة، وأن تجري معه محادثة جادة وصادقة وحقيقية، والتي ربما تساعدك على التعرف إليه وإقناعه بأن هناك شخصًا آخر يهتم لأمره فعلاً.
تذكر أن الشخص العنيد يكره الشعور بأن هناك من يسيطر عليه، لذلك يجب ألا تجعله يشعر بهذا أبداً، لا تنقل إليه شعورًا بأنك شخص مُسيطر أو مُتسلط، ودعه يعتقد بأنه هو المُسيطر على زمام الأمور، وبأنه المتحكم الرئيس فيما يحدث.
كيف تتخلص من العناد؟
لحسن الحظ فإنك تستطيع التخلص من هذه السمة السيئة، عبر القيام ببعض الأمور واتباع أساليب التي نستعرض بعضها في ما يلي:
ذكر نفسك بأنك لست مُحقاً طوال الوقت
هناك فرق بين الحقائق والآراء، تأكد من أن آراءك ليست الوحيدة المهمة، وبأنك لا تعرف كل شيء وأن ما تعرفه ليس صحيحاً بالضرورة.
حاول تقبل الرأي الآخر، واقنع نفسك بأنك لست مُحقاً طوال الوقت، قُل ذلك لنفسك بصوت عالٍ، أو اكتبه طوال الوقت كي تذكر نفسه به، لكل إنسان حق في التعبير عن رأيه، ولكن ليس عليك التشبث بموقفك، وفي كل الأحوال اختلاف الرأي لا يُفسد من الود قضية.
استمع إلى الطرف الآخر من القصة
قد تتفق مع بعض الأشياء والأمور التي تسمعها وتختلف مع أخرى، لهذا السبب عليك دائماً الاستماع إلى الطرف الآخر من القصة، وابحث عن فرص للتوافق والوقوف على أرضيات مشتركة مع الآخرين.
أبقِ ذهنك مُتفتحًا
ادخل أي مناقشة وابدأ أي محادثة بعقل مُتفتح، حاول أن تكون مُحايدًا، ولا تتحيز لأي طرف، ولا تصدر أحكاماً على الآخرين، تعامل مع الموقف بهدوء، ولا تتخذ أي قرار أو تقوم بأي إجراء دون الإلمام بكافة التفاصيل، وجمع المعلومات.
كُن متواضعًا
لا تقُم بتقييم الآخرين ولا تضع نفسك في مرتبة أعلى منهم، فكر في نفسك باعتبارك شخصًا مثل الجميع، لديك عيوب ومميزات.
وتأكد من أن هذا لن يؤثر فيك سلباً أو يعيقك عن تحقيق النجاح، ولكن على العكس التواضع سوف يمنحك القدرة على تأسيس شبكة علاقات قوية، والمُضي قدماً في الخطط التي وضعتها لنفسك