مع استمرار فترة الحجر المنزلي، ووجود الأزواج ليل نهار في نفس المكان فإن العلاقة بينهم تسير إلى الأسوأ، فالشجار لا يفارقهما ليلا ونهارا، حيث أن التواجد المستمر في مكان ضيق لفترة طويلة يؤدي بشكل متزايد إلى نشوء الخلافات. ولتجاوز هذه الخلافات التي من الممكن أن تؤدي إلى الطلاق قدم عالم النفس والكاتب والمحامي الروسي ميخائيل لابكوفسكي نصائح عملية للأزواج الذين عانت علاقتهم أثناء الحجر الصحي الكثير من المشاكل وهم على وشك الطلاق.
وقال عالم النفس “الحالة غير الطبيعية دائما يمكن أن تؤثر على الأشخاص سلبا أو إيجابا. ومن أحد الأمثلة على ذلك الهجرة، حيث يمكن أن تؤثر على العائلة بشكل إيجابي وتقوي العلاقات بين أفرادها، ويمكن أن تؤثر سلبا وتنتهي إلى الطلاق”، مشيرا إلى الأثر الهائل على الأطفال.
وفي نفس الوقت، يؤكد لابكوفسكي أن فكرة “تحمل بعضنا البعض” ليست فكرة جيدة، مشيرا إلى أنه إذا كان علينا أن نتحمل بعضنا، فهل نستحق العيش معا؟ مؤكدا أنه يجب أن نتحمل الحجر الصحي ومشاكله وليس بعضنا البعض.
وينصح لابكوفسكي الأزواج خلال فترة الحجر الصحي بالتوقف عن الشجار المستمر، وفي حال تعرض أحد أفراد الأسرة للإزعاج، فإن أول شيء يجب أن يفعله هو اللجوء إلى ركنه الخاص وعزلة نفسه لبعض الوقت، بحيث لا يضايقه أحد، مشيرا إلى أن الأشخاص يمكن أن يشعروا بالتعب من التواجد في نفس المكان لفترات طويلة.
وأضاف أنه في حال غضب أحد الزوجين، يجب عليه عدم التشاجر مع الطرف الآخر، وإنما يمكنه الذهاب أمام المرآة والتكلم مع نفسه أو حتى الصراخ عليها، أو الذهاب إلى غرفته ووضع الوسادة على فمه ومن ثم الصراخ، فإن ذلك يبدد مشاعر الغضب عند الإنسان.
وأدت سياسات الحجر الصحي المنزلي التي فرضتها أغلب دول العالم ومن بينها الدول العربية إلى بعض النتائج السلبية، من ضمنها بيانات قليلة تحدثت عن ازدياد نسب الطلاق في هذه المجتمعات. وأوضحت الدكتورة كوثر شراب لوكالة “سبوتنيك” الأسباب التي يمكن أن تسبب ازدياد نسبة الطلاق في المجتمعات في فترة الحجر الصحي.
واعتبرت أنه من أهم أسباب ازدياد نسب الطلاق في فترات الحجر هي “الضغوط المالية الكبيرة التي يسببها الحجر الصحي على المجتمع بشكل عام، خصوصا بعد توقف أغلب الأعمال التي يمكن تصنيفها اقتصاديا بالأعمال الصغيرة والمهن والحرف البسيطة، والتي تعتمد على مبدأ الأجر اليومي، وتعيش منها عائلات كاملة”.