قد يكون أسلوب التجاهل بين الزوجين مفيدا في استمرار العلاقة الزوجية إذا كان تجاهلا صحيا، خصوصا وأن الاهتمام المفرط من أحدهما تجاه الآخر يولد نتيجة عكسية.وقد يكون التجاهل مدمرا للعلاقة بين الشريكين في حال اتخذ كعقاب وقت الخلافات، ويصف المختصون التجاهل في هذه الحالة كأصعب أنواع العقاب لأنه ينشط نفس المنطقة التي ينشطها الألم الجسدي في الدماغ.
يشير الخبراء والمدربون المعتمدون في التنمية البشرية إلى أن اهتمام المرأة بزوجها واعتنائها بأدق تفاصيل حياته غالباً ما يأتي بنتيجة عكسية تفقد معها المرأة اهتمامه بها ومراعاته لمشاعرها.
وأكد طارق الشميري خبير إتيكيت أن متابعة المرأة الدقيقة لتفاصيل حياة زوجها في العمل ومع أصدقائه، ومطاردتها له تعزز نفوره منها، لافتا إلى أن تجاهل الرجل من هذه الناحية يأتي بنتائج إيجابية، حيث أن عاطفة المرأة تجاه زوجها تدفعها أحياناً للعب دور رجل تحريات دون قصد، وعندما تهمل المرأة هذا الدور يشعر الرجل بارتياح أكبر أثناء التعامل معها، ويصبح أكثر فضولاً للسؤال عنها.
وقال الشميري إن المرأة التي تفهم نمط حياة زوجها تستطيع التعامل معه بسلاسة وسهولة، كما أوضح أن الحب العقلاني هو الذي يستمر ويزهو مع الأيام.
وأشار إلى أن العلاقات تبدأ غالباً بحب كبير من كلا الطرفين، وبعد مرور مدة معينة تدخل في مرحلة البرود ويشعر أحد الطرفين بالضيق والانزعاج نتيجة تغير طباع وسلوكيات الطرف الآخر، وهذا طبيعي، وبما أن المرأة أكثر تأثراً بهذه التغيرات، فإنها تسعى دائماً للإبقاء على الأشياء كما كانت في البداية، وهذا ليس صواباً ولا ينم عن حكمة وحنكة في التعامل، وكل ما عليها فعله هو التأقلم مع طرائق زوجها الجديدة بالتعبير عن الحب والاهتمام.
ونصح الشميري الزوجات بأهمية الالتفات لأنفسهن، مشيرا إلى أنه عليهن التخفيف من هذا الاهتمام الذي قد يتحول إلى مصدر إزعاج للزوج حفاظاً على صحتهن النفسية.
وقالت المرزوقي إن ملاحقة الزوج بالتودد الزائد والأسئلة وإظهار الاهتمام بشكل مبالغ فيه، يضع الزوج تحت ضغط نفسي، ويجعله أقل اكتراثاً بالسعي نحو رضا زوجته. وينصح خبراء علم النفس والاجتماع بالتجاهل الصحي داعين إلى تجنب التجاهل الذي قد يكون سببا في هدم العلاقة الزوجية.
وقال محمد الحمزة الأخصائي الاجتماعي السعودي إن بعض الأزواج وبالذات الرجال يتعمدون استخدام أساليب مختلفة من العقاب أثناء وقت الخلافات، إذ يلجأون أحياناً إلى العقاب بـالصمت أو التجاهل.لافتا إلى أن الأبحاث أظهرت أن التجاهل يُنشط نفس المنطقة من الدماغ التي ينشطها الألم الجسدي، وهو ما يجعل العقاب بالصمت أو التجاهل، من أصعب أنواع العقاب التي يلجأ إليها الأزواج تجاه بعضهم البعض.
ولفت الحمزة إلى أن إلقاء كلا الزوجين اللوم على الآخر يجعل الزوج يقرر تجاهل زوجته لإجبارها على الشعور بالذنب وبأنها السبب في وقوع هذا الخلاف بينهما. وكذلك شعور الزوج بأن زوجته شخصية متطلبة وكثيرة النقد بشكل دائم، يجعله يقرر تجاهلها وعقابها في محاولة منه لتغيير شخصيتها.
وأكد الحمزة أن وجود فجوة كبيرة بين الزوجين وعدم قدرتهما على التفاهم أو التوصل إلى حل لمشاكلهما يجعل الزوج يقرر تجاهل زوجته نتيجة فشله في إيجاد حل لخلافاتهما المستمرة، كما أن وجود أطفال في صغار السن بالمنزل يجعل الزوج يُفضل عدم التشاجر أو إظهار الخلاف مع زوجته أمامهم، وهو ما يجعله يقرر عقابها بالصمت أو التجاهل في محاولة منه لإظهار مدى ضيقه أو غضبه منها.