ثمة بعض من العادات التربوية المتوارثة التي يلتزم بها الأبوين في اعتقادهم بأنها الطرق الصحيحة لتربية الطفل، ما يزيد من الضغوطات دوما عليهما، ويتطلب التأكد من أن تلك هي واحدة من أفكار قديمة نكشف عنها الآن، فيما ينصح بتجاهلها إلى الأبد.
- حسنة المظهر طوال الوقت
تزداد الضغوطات على الأبوين، وتحديدا على الأم، التي تبقى مطالبة برعاية أطفالها، وخاصة حينما تكون أما جديدة، وفي نفس الوقت تسعى إلى التمتع بمظهر جيد ومناسب، وهو التحدي المرهق الذي يؤكد الخبراء أنه يبدو مستحيلا، ما يتطلب عدم تمسك الأم بمحاولة التحلي بأفضل شكل ممكن طوال الوقت، حتى لا تزداد سيطرة مشاعر التوتر على ذهنها.
- البقاء بالمنزل هو المعتاد
إن كان الطفل حديث الولادة قد حصل على التطعيمات اللازمة فيما لا يعاني من أي مشكلة صحية، فإن البقاء في المنزل طوال الوقت هو من ضمن أفكار قديمة ليس لها فائدة، بل ينصح الأبوان بوضع سعادتهما محل الاعتبار أيضا، والتنزه رفقة الطفل بعد استشارة طبيبه الخاص، وليس الأهل والأقارب.
- الخجل من بكاء الطفل
من الوارد أن يبكي الطفل بصوت مرتفع في الأماكن العامة، حيث لا يمكن السيطرة على مشاعره في تلك الفترة دون شك، لذا تبقى مطالبات البعض بمحاولة إسكاته غير منطقية، ما يؤكد هنا على ضرورة عدم الشعور بالخجل من بكاء الطفل، بل وينصح بألا تتسبب تلك المطالبات بإلزام الأبوين بالبقاء في المنزل خوفا من صراخ الطفل بالخارج.
- تجنب اللعب مع الطفل
إن كان الخجل من بكاء الطفل مرفوضا، فإن الخجل أيضا من اللعب معه أمام العامة يبدو كذلك غير منطقي، الأفضل هو أن يعتاد الطفل أن يكون على حريته عبر محاكاة سلوك الأبوين غير المتكلف والبسيط، لذا تبقى ممارسة الألعاب بكل راحة مع الطفل في أي مكان دون إزعاج الآخرين بلا شك، من وسائل الاستمتاع بالوقت وكذلك تعويد الطفل على قضاء الأوقات الخاصة به في مرح وبلا حسابات أو تعقيدات.
- الكمالية هي معيار النجاح
ليس هناك ما هو أسوأ من محاولات الأبوين لكي يكونا الأفضل في كل شيء، عند تقديم الرعاية للطفل، إذ يزيد ذلك من الضغوطات ويؤدي بهما إلى الانهيار عاجلا أم آجلا، الأفضل هو أن يقتنع كل طرف بأن المسؤولية المعقدة تتطلب تجاهل بعض الأمور والتركيز دوما على الأكثر أهمية، بدلا من الكمالية التي تدفعهما إلى محاولة القيام بكل شيء ثم الفشل في كل شيء.
- الاهتمام يؤدي إلى طفل مدلل
يخشى البعض أن يقدموا الاهتمام الزائد إلى الطفل حتى لا يصبح مدللا، وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه بأي حال من الأحوال على الطفل في أشهر ولادته الأولى، إذ يؤكد الخبراء أن الرضيع لا يمكنه خداع الوالدين قبل إتمام 9 أشهر على الأقل، لذا فهو يبكي دائما بسبب أمر يزعجه حقا، ويتطلب الاهتمام به وحمله إن احتاج الأمر، دون أي خوف من إمكانية تدليله بشكل زائد.
- الاعتذار من الغرباء
يبدو الاعتذار من الغرباء منطقيا إن قمنا بالإساءة إليهم دون قصد، إلا أن أخطاء الأطفال قد لا تتطلب الشعور بالذنب من جانب الأبوين، حيث يبدو تفهم البشر لوضعية الأطفال الصغار هو الأكثر منطقية وليس العكس الذي يبدو من ضمن أفكار قديمة عفا عليها الزمن.
- لا وقت للراحة
يجب ألا تتعارض رغبة الأبوين في الاهتمام بطفلهما، مع ضرورة إيجاد متسع من الوقت ليمضيه كل طرف وحده، كي يجد الفرصة لنسيان الروتين اليومي، لذا ينصح بتحديد بعض الأوقات الأسبوعية التي يجد الزوجان فيها فرصة حقيقية للاستمتاع، مع ترك الطفل مع أحد أفراد الأسرة الموثوقين.