في ظل الاعتقاد بأن فصل الصيف قد يكون بداية تراجع تفشي كورونا بسبب درجات الحرارة، إلا أن بعض العوامل يبدو أنها ربما تساهم بزيادة تفشيه، مثل زيادة الاختلاط والتجمعات واستخدام المكيفات.
وأوضحت دراسة نشرها موقع "هيلث لاين" أن تفشي فيروس كورونا في أحد المطاعم بالصين ربما يرجع إلى مكيفات الهواء.
الدراسة تحدثت عن ثلاث عائلات تناولوا وجبة الغداء، في أحد المطاعم بمقاطعة كوانزو في الصين، في 23 يناير الماضي، ولاحظ الباحثون أن الفيروس انتقل من امرأة ستينية، ولم يظهر عليها أي أعراض آنذاك.
وجلست المرأة المصابة بالفيروس على طاولة A، وسرعان ما انتقلت العدوى إلى 9 أشخاص كانوا جالسين على الطاولتين B وC المجاورتين لها، مع العلم أن المطعم لم يكن يحتوي على نافذة، لتجديد الهواء.
وبناءً على ذلك، استنتج الباحثون أن يكون التكييف قد ساهم في نقل الرذاذ من المرأة المصابة بشكل أسرع، خاصةً أن هناك 73 شخصًا و8 عمال بالمطعم أصيبوا بالعدوى في وقت سابق من هذا اليوم.
واعتماداً على ذلك دعا الباحثون لضرورة زيادة المسافات بين الطاولات في المطاعم وتحسين منافذ التهوية، منعاً لانتقال العدوى بين المصابين والأصحاء.
دراسة أخرى تقول: إن أغلب البشر يقضون نحو 90% من أوقاتهم في بيئة داخلية مثل المباني والسيارات أو وسائل المواصلات العامة، ويعني ذلك أننا نتنفس هواء نشاركه مع الآخرين في نفس البيئة، بحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وفي إطار ذلك قال "كينجيان تشن"، وهو أستاذ هندسة ميكانيكية بجامعة بوردو الأمريكية: "تأخذ المكيفات الهواء وتعيد تدويره في المكان، وبهذه الطريقة تنتقل القطرات في جميع أنحاء الغرفة".
الخبير تشن لفت إلى أن تفشي كورونا على متن سفينة "أميرة الألماس" السياحية (بريطانية كانت باليابان) بإصابة 700 من أصل 3000 راكب بكورونا حتى بعد تطبيق إجراءات الحجر الصحي يعود إلى وجود نظام التكييف المركزي والذي لعب دوراً محورياً في ذلك.
من جهته قال مهدي داوود الطبيب ومدير مركز النور الطبي إن "أي جهاز يحرك الهواء في مكان مغلق يسبب بانتقال العدوى من الشخص المصاب إلى الأشخاص الأصحاء المتواجدين في ذات المكان".
وأكّد أن الفيروس جديد وتختلف الدراسات حوله، ولكن الجو الرطب والبارد يطول من عمر الفيروس للبقاء حياً على الأسطح.
ونصح داوود بعدم تشغيل أجهزة التكيف أو المراوح أو فانات التهوية في الأماكن العامة التي يمكن أن يكون فيها مصابين بفيروس كورونا، لأن ذلك قد يسبب انتقال العدوى.