اكتشاف قرية عُمانية طمستها رمال الصحراء

  • 1_184.gif
  • 1046033.jpg
  • 1046036.jpg
  • download.jpg
  • OMAN-ENVIRONMENT-TOURISM8_748890.jpg
  • sddefault.jpg

كادت قرية وادي المر العمانية تختفي بالكامل قبل 30 عاما بعدما طمستها الرمال ما دفع السكان إلى تركها، لكنها تستقطب حاليا أعدادا من قاطنيها السابقين والزوار الفضوليين الراغبين في إعادة اكتشاف المنطقة الواقعة في قلب الصحراء.

ولم يتبق من القرية سوى بعض الأسطح وجدران تشهد على وجود حياة سابقة في الموقع، بعد أن اختفت إثر عاصفة رملية غطت كل شيء، حتى أنها أصبحت تعرف بالقرية الواقعة تحت الأرض.

ويقول العماني سالم العريمي الذي يعود أصله إلى القرية إن “كل مساكن القرية تقع تحت الرمال التي دفنتها قبل 30 عاما”. ولا تقتصر ظاهرة “زحف الرمال” على سلطنة عمان، فهي بحسب خبراء مرتبطة بالتغييرات المناخية. ورُصدت هذه الظاهرة في مناطق عدة في العالم.

ولم يكن بإمكان سكان القرية في حينه مواجهة هذه الظاهرة خصوصا بسبب بعدها وعزلتها وعدم توفر شبكات إمداد بالكهرباء والماء. واضطر السكان الذين كانوا يعتمدون على تربية الحيوانات للعيش، إلى الفرار من قرية وادي المر إلى قرى مجاورة.

وبحسب العريمي، يروي كبار القرية أن “الرمال اجتاحت جميع منازل القرية، وأجبرت السكان على مغادرة منازلهم”، مشيرا إلى أن “الناس حاولوا حينها الهروب مع أسرهم” نحو القرى المجاورة، لكنّ “آخرين لم يتمكنوا من الهروب منها ودفنوا تحت الرمال”.

وتقع القرية في مركز ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية، وتبعد نحو 400 كيلومتر عن العاصمة مسقط. ومن الصعب الوصول إليها بسبب عدم اتصالها بشبكة الطرق الرئيسية.

ولكن هذا لا يمنع السكان السابقين من العودة إلى قريتهم القديمة لزيارتها، بالإضافة إلى آخرين يأتون للزيارة والتخييم ومحبي رياضة المشي والتريكنغ (المشي الجبلي). فرغم ما لحق مساكن القرية المطمورة من خراب ودمار، لكنها لا تزال متمسكة بجمالها وتستقطب الزوار، وخاصة المصورين لتوثيق أطلالها.

ويرى محمد الغنبوصي الذي كان يقيم في القرية في السابق أنه “بفعل عوامل التعرية، بدأت تتكشف بعض أجزاء بسيطة من معالم القرية”. وتابع “ما زالت القرية تحتفظ بقوة مساكنها لأنها مبنية من الحجر ومتمسكة بجمالها، ما جعلها أخيرا مقصدا لبعض محبي الطبيعة والتصوير”.

ويبدو مسجد القرية التي كانت تضم 30 مسكنا و150 مقيما، ظاهرا أيضا بفعل حركة الرمال. وقال محمد العلوي إنه “مع تكشف بعض معالم القرية قبل بضع سنوات، طلبت والدتي مني زيارة المكان”. وأضاف “بالفعل أخذتها إلى هناك، والآن كلما حنت إلى زيارة القرية المهجورة، نأخذها إلى هناك فتتذكر بيوت الأهل ومعالم القرية.. وتروي لنا العديد من القصص وكثيرا ما يغلبها البكاء”.

وجاء راشد العامري مع اثنين من أصدقائه من ولاية صور العمانية البعيدة لزيارة القرية. وأكد “شعرت بالدهشة من مدى قوة الطبيعة. وكيف أنها تمكنت من محو قرية تماما بطمس كل معالمها، غير أن الأمر الأكثر دهشة هو كيف أن معالم القرية التي يتم الكشف عنها تدريجيا ما زالت محتفظة بتفاصيلها القديمة كاملة”.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد