توصلت دراسة حديثة إلى أن أحد عقاقير الأجسام المضادة التجريبيّة التي تستهدف إحدى منظّمات الأيض الرئيسية بالجسم، قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على فقدان بعض الوزن على الأقل.
وقد كانت الدراسة جربت هذا العقار الذي يؤخذ عن طريق الحقن، والذي يحاكي تأثيرات هرمون طبيعي يسمى عامل نمو الأرومة الليفية (FGF21). يساعد هذا الهرمون على تنظيم عملية التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية وكمية الطعام، كما جاء في موقع WebMD الأمريكي.
علاقة الحقن بالتمثيل الغذائي
وجد الباحثون أن حقنةً واحدة أدّت إلى "تحسيناتٍ في التمثيل الغذائي" لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة واستمر ذلك لمدة تصل إلى شهرين. في المتوسط، بدأ الأشخاص في تناول عدد أقل من السعرات الحرارية بعد أسبوع، وشهدوا ارتفاع الكوليسترول "الجيد" HDL بينما انخفضت مستويات الكوليسترول "السيئ" LDL والإنسولين والدهون الثلاثية لديهم.
والأهم من ذلك، بدأت خياراتهم الغذائية في الابتعاد عن الحلويات، وتمكنوا من فقدان بضعة كيلوغرامات ولو بشكل مؤقت.
وصف الخبراء هذه النتائج بأنها "مثيرة للاهتمام"، غير أنهم أكدوا أن تلك الدراسة أولية للغاية.
قالت الدكتورة دونا رايان، الأستاذة الفخرية في مركز بنينغتون للأبحاث الطبية الحيوية في باتون روج بولاية لويزيانا التي لم تشارك في هذه الدراسة: "كان الغرض من هذه الدراسة حقاً تحديد الجرعة وتكوين فكرة عن إثبات صحة هذا المفهوم".
وأوضحت دونا أن الأمر يتطلب المزيد من البحث لإثبات أن الجسم المضاد آمن وفعال. وأضافت أن هذه ستكون "مسألة طويلة وصعبة ومكلفة".
وأشارت إلى الصورة الأشمل قائلةً إن هناك "أموراً مثيرة" في مجال تطوير عقاقير السِمنة؛ إذ يدرس الباحثون الطريقة التي تنظم بها "الجزيئات" المختلفة في الجسم عملية التمثيل الغذائي، ويحاولون تحويل تلك الجزيئات إلى دواء. وأضافت دونا أن عقار Saxenda الذي يؤخذ عن طريق الحقن، وجرت الموافقة على استخدامه في الولايات المتحدة في عام 2014، هو مثال على ذلك.