يحرص الخليجيون على وجود أجود أنواع العطور في بيوتهم خاصة خلال الأعياد، ومن أهم هذه العطور "العود" الذي يعتبر أغلى أنواع العطور، بالإضافة إلى تعدد أنواعه، الذي كلما كان أكثر جودة كان أغلى سعراً.
كما تشير تقارير إلى تفضيل المستهلكين الخليجيين دمج العطور، والتعطر بأكثر من نوع، مثل عطور الفواكه والزهور، وبالتأكيد العطور التقليدية التي ما زالت تحظى بشعبية عالية وتنافس الماركات العالمية.
الإنفاق على العطور
وتتصدر دول الخليج استهلاك العطور عالمياً؛ فهي تستحوذ على 35% من مبيعات العطور في منطقة الشرق الأوسط، التي يقدر حجمها بنحو 3.5 مليار دولار في العام.
وكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية،أن السعوديين يتعطرون بـ 3 مليارات ريال (900 مليون دولار) في عيد الفطر السعيد.
أما في الإمارات فتعدّ سوق العطور في دبي مكملة لسوق الهدايا الفاخرة، لوجود العديد من أشهر العلامات التجارية الراقية في هذه السوق، مثل الساعات، والإكسسوارات، والمصنوعات الجلدية.
وبحسب تقرير صادر عن قطاع التسجيل والترخيص التجاري في اقتصادية دبي، نشر في أغسطس 2020، فإن إجمالي عدد الرخص الفاعلة في سوق العطور بالإمارة يصل إلى 12 ألفاً و502 رخصة، تضم نشاط "تجارة العطور ومستحضرات التجميل" بنسبة 83.5%، ونشاط "تجارة العود والبخور والطيب" بنسبة 15.2%، فيما يشكل كل من نشاط صناعة العطور، ونشاط خلط العطور وتعبئتها، ونشاط صناعة العود والبخور والطيب ما نسبته 1.3%.
وأشار التقرير إلى أن في دبي 43 مصنعاً للعطور، و11 مصنعاً لصناعة العود والبخور والطيب.
ذكر التقرير أن سوق دبي تصنّف كأهم وأكبر سوق للعطور في المنطقة، وهي سوق ناضجة وواعدة قادرة على تحقيق مكاسب، لا سيما في الأعياد والاحتفالات، لافتاً إلى أن أكبر الشركات المنتجة للعطور في العالم توجد في دولة الإمارات.
وفي العام 2018، أطلقت دولة قطر معرض "طيب الحزم" للعود ودهن العود والعطور، الذي شارك في دورته الثانية العام الماضي أكثر من 90 داراً متخصصة في صناعة العود من مختلف أنحاء العالم، بزيادة 50% عن حجم المشاركة في النسخة الأولى.
ويبلغ متوسط استهلاك الأسرة الكويتية من العطور 400 دينار شهرياً (1330 دولاراً)، ولكل فرد من أفراد الأسرة ذوق خاص؛ سواء في العطور الشرقية أو الغربية، ويرتفع الاستهلاك على نحو كبير في مواسم الأعياد والزفاف والمناسبات الاجتماعية.
أفخم العطور
وتختلف أنواع العطورات الشرقية وأهمها دهن العود والورد من حيث النوعية، والجودة، والسعر، وبلد المنشأ، في ظل تنافس وتزايد بائعي الشنطة والغش التجاري الذي تراجع في ظل حملات وزارة التجارة، في حين تسجل محال تجارية سباقاً وتنافساً في الأسعار وتخفيضات؛ فضلاً عن عروض أسعار تراوحت بين 20-30% عما كانت عليه.
ويشغل العود بكل أنواعه مكانة خاصة لدى الخليجيين؛ فهو واحد من أكثر موروثات الخليج بقاءً في الذهنية المجتمعية، وهو يحظى بحضور قوي في كل المناسبات تقريباً، فضلاً عن حضوره الخاص في الأعياد وشهر رمضان.
والعود هو عبارة عن فطر يصيب الأشجار، فيفرز رائحة زكية، ويجري قطع عدة أشجار للحصول على الشجرة المصابة، وهذا ما يفسر سعره المرتفع؛ ذلك لأن أغلب الأشجار تقطع قبل أن تحظى بفرصة الإصابة بالفطر.
وتتعدد طرق استعمال العود ولعل أكثرها شيوعاً وضعه على الفحم في مدخن حتى يحترق وتنتشر رائحته العطرة.
ويجري تبخير الضيوف بعد تقديم الطعام وخلال شرب القهوة، وفي طريقة أخرى، وهي عادة تقتصر على أهل المنزل فقط، يصار إلى وضع المدخن بين الأرجل لتبخير الملابس.
وفي حين يقتصر البخور "الرجالي" على حرق العود، تلجأ النساء إلى "الدخون". والدخون تصنعه النسوة من عجينة من المسك والعود والعنبر ومجموعة من المواد العطرية تستعمل بعد تجفيفها، لتكون ترحيباً عطراً جداً بالضيوف القادمين.
ويعتبر العود الأزرق من أجود أنواع العود وأغلاها ثمناً، ويتميز بعدم تقطيره للدهن، ويليه عود الصندل، الذي يستخرج من أشجار الصندل المنتشرة في الهند وجنوب شرق آسيا، حيث يستخرج من لحائها زيت، ليصنّع بخور العود منها.
ويعد العود الكمبودي من الأنواع المميزة أيضاً، ويطلق عليه اسم "السوبر"، ويكون أقل سواداً من خشب العود الأزرق، ويميل لونه إلى البني أكثر من السواد.
ونظراً لجودته وصعوبة الحصول عليه، بات العود من أغلى أنواع العطور في العالم، ويختلف سعر العود باختلاف نوعية الأخشاب التي يستخلص منها.