في ظل هذه الظروف الراهنة وما يعيشه العالم من اضطرابات مستمرة في الاقتصاد، خيار الاستثمار قد يكون صعب والأمان به أصعب. ما هو الاستثمار المثمر في هذه الفترة؟
الاستثمار في الأسهم :
تعيش أسواق الأسهم في الوقت الحالي حالة من التذبذب فنراها سوق صاعدة وفجأة هابطة ثم تتحول إلى صاعدة. يرى بعض المحللين في الوقت الحالي أن الأسهم لم تعد مكلفة، وذلك بحسب معدل "شيلر للسعر إلى الأرباح" ، حيث يعتبر أفضل مؤشر من مؤشرات القيمة طويلة الأجل، هذا المؤشر يوضح لنا أن الأسهم خاصة خارج الولايات المتحدة الأمريكية نحو أدنى مستوياتها خلال 20 عاما على الأقل، في حين يشير لوكا باوليني، من "بيكتيت" أن 90% من الأسواق العالمية نتج عنها عوائد سلبية.
ويرى البعض أن الاستثمار في الأسهم يجب أن يكون بحذر أكثر أي أن الاستثمار في أسهم الشركات الخاصة المحلية يعتبر بمثابة انتحار وإهلاك للمدخرات ،لذلك يفضل اختيار أسهم لبنوك حكومية مساهمة أو شركات موردة لمواد أولية يمكن أن يكون استثمارًا أفضل.
ومن هنا من الصعب إيجاد بديل للأسهم لكن عليك الشراء بحذر لأن المخاطرة تكمن في أن معظم الأسواق الهابطة كل شي ينخفض بها لكن لا يرتفع بسرعة، لذلك عند الشراء قم باختيار قادة السوق ، أو من يمتلك إدارة والقليل من الديون، من يعمل في قطاع يوفر الراحة وقت الحظر، وقد تختار أيضًا أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل فيسبوك وأمازون وجوجل ونتفلكس حيث اعتقد البعض أن هذه الشركات قد تنهار ولكن هي من تقدم الخدمات الفترة الحالية.
الاستثمار في السندات:
يعد سوق السندات الحكومية ملاذاً آمنا طويل الأجل لكنه الأقل ربحاً، حيث لجأ بعض المستثمرون إلى السندات الحكومية من أجل سلامتهم في بداية الأزمة ووصلت عائدات السندات إلى أدنى مستوياتها القياسية وبالمقابل ارتفعت الأسعار.
أما في الأيام الأخيرة تغير النمط حيث تسارعت عمليات البيع في سوق السندات حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عشرة أعوام فوق 1.2 في المائة، وهو أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين، وكذلك المؤشر المرجعي الأوروبي ارتفع إلى أعلى مستوى في شهرين عند سالب 0.23 في المائة، والمملكة المتحدة ارتفعت عوائدها لمدة عشرة أعوام إلى 0.79 في المائة.
و لجأ المستثمرون إلى البيع لأنهم بحاجة إلى المال مع استمرار انخفاض الأسهم وخسائر الشركات ، حيث يتخلصون من الأصول التي يسهل بيعها وتعد السندات الحكومية الأكثر بروزاً باعتبارها الأكثر تداولا في العالم. وكذلك ترتفع أسعار السندات في الأوقات الصعبة لان المستثمرين يتوقعون تخفيض البنوك لأسعار الفائدة التي ترفع من سعر السندات .
الاستثمار في الذهب:
تميل في العادة المعادن الثمينة كالذهب والفضة إلى تحقيق الأداء الجيد في ظل تباطؤ السوق. حيث من فوائد الاستثمار في الذهب الحفاظ على الأموال من عوامل التضخم ، ويعتبره البعض أنه الاستثمار الأكثر استقرارا حيث أنه في حال انخفاضه في فترات من العام فقيمته ترتفع على المدى البعيد وهو يعتبر الملاذ الآمن لأصحاب الثروات والأغنياء للحفاظ على أموالهم من التضخم وتقلبات الأسواق المالية.
و الاستثمار في الذهب لتحقيق الربح يشترط شراء الذهب والاحتفاظ به سنتين أو ثلاث وبعدها بيعها. و الافضل هو ادخار سبائك الذهب.
ويمكن الاستثمار أيضًا عن طريق شهادات إيداع الذهب حيث تصدر عن البنوك أو فئات محددة وتكون بديل للذهب الفعلي ويتم تداولها يوميا للبيع او الشراء دون الحاجة لشراء الذهب أو تخزينه.
لكن ينبغي أن ينتبه كل مستثمر لسعر بيع الذهب فهو يختلف عن سعر الشراء والسبب هو تكاليف المصنعية.
الاستثمار في العقارات:
يرى بعض الخبراء أن العقار قد يكون من أفضل الاستثمارات الآن، حيث أن العقار أصل ثابت لا تتراجع قيمته في أغلب الأوقات إلا في حالة تقييمه أكثر مما يستحق، وأن الأصول ترتفع قيمتها بعد مرور الأزمات وقيمتها قد تتضاعف.
و يرى البعض أن وقت الأزمات هو الوقت المناسب لشراء العقارات نظرا لانخفاض أسعارها، وبعد مرور الأزمة قد يتمكن المالك من بيع العقار وجني الكثير من الأرباح. هذا الاستثمار قد يكون آمنا، لكن من عيوبه أنه لا يمكن نقله إلى مكان أو بلد آخر عند الحاجة.
الاستثمار في العملات:
الاستثمار في العملات وبخاصة الدولار قد لا يكون آمن وذلك لأنه مجرد ورق قد يتعرض لتراجعات كبيرة.
أما بخصوص العملات الرقمية قد تكون آمنة في حال تحولت إلى أصل وقائي. وهناك آراء أخرى فالبعض يرى أن العملات الرقمية قوة حقيقية وكاملة والبعض الآخر يرى أنها مجرد وسيلة للدفع وآخرون يرون أنها تفاقم الأنشطة الإجرامية في العالم.
وبالنهاية العملة المشفرة قد تهم فقط المضاربين والمهنيين و المتحمسين، وليس المستثمرين على المدى الطويل.