تحقق حلم الإمارات بالوصول إلى المريخ بسواعد إماراتية وبرؤية استشراقية ليعيد زمن الأجداد في القرون الغابرة، ومع هذا الإنجاز العربي وبكثير من التفاؤل والأمل، فإن الفائدة من نتائج هذا الحدث العالمي ستعود على العالم بأسره، حيث تعتبر الإمارات الدولة الخامسة التي تدخل نادي العمالقة في علوم الفضاء، فماذا يقول الأكاديميون والأساتذة الجامعيون في هذا الصدد، وما هي طموحاتهم بعد هذا الإنجاز؟
تخصصات الفضاء
يقول الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن للجامعات دور كبير في تخريج كوادر متخصصة في كل المجالات، من ضمنها علوم الفضاء، لذا وجب على الجامعات أن تخرّج أجيالاً تلبي حاجة السوق الحالية والمستقبلية، وخصوصاً التكنولوجية منها.
فمثلاً التخصصات المطلوبة لتلبية حاجة الدولة في مجالات الفضاء هي، الفيزياء والكيمياء والأحياء، وهندسة الاتصالات - الهندسة الكيميائية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة القوى والطاقة والهندسة المدنية والمعمارية والروبوتات. إضافة لعلوم البيانات الطبية وأمن المعلومات، والعلوم الطبية والتكنولوجيا الحديثة.
معقباً بالقول، والأمر المهم أن مركز محمد بن راشد للفضاء بدأ يمشي تدريجياً من تهيئة المواطن والمواطنين الشباب من تعلم التكنولوجيا ثم نقل التكنولوجيا ثم نقل المعرفة وثم التصنيع في الإمارات.
فرص للنشء
الدكتور محمد لطايفة قسم علوم الحاسب - كلية الحوسبة والمعلوماتية - جامعة الشارقة، قال إنه منذ بداية المشروع أعطيت رسالة تفاؤل وأمل من اسمه «مسبار الأمل» للملايين من الشباب العربي ومنذ أول تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجاء الهدف سعياً لاحتضان وإنشاء تخصصات جديدة للنشء الجديد ليتعرفوا إلى نتاج العلماء العرب الذين سبقوا الحضارة الغربية في علوم الفلك والفضاء في القرون التي كانت فيها الحضارة العربية في أوجّها، والآن سيكون له دور كبير جداً في إنشاء واستقطاب خبرات مختلفة من مختلف المدن والدول العالمية بأن يساهموا في مساعدة الجيل عندنا بطرح تخصصات جديدة بعلم الفضاء المدمج مع علوم الحاسب أو مع هندسة الحاسوب بشكل عام، والهندسة الصناعية، فالأمر ليس فقط دخول المسبار للغلاف الجوي وبقاءه هناك في مدار المريخ لمدة عامين، ولكن الصور والمعلومات التي تم التقاطها وجمعها كلها من شأنها إثراء المخزون المعرفي للعلماء وللطلاب العرب.
الدكتور يحيى السيد، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، أكد أن مشروع «مسبار الأمل» يعكس الرؤية الاستشراقية الرشيدة لقادة الإمارات تتخطى حاجز اللامحدود وهو حصاد سنوات من الاستثمار العلمي السخي والثقة بجيل الشباب والإيمان بالقدرات الفكرية والعلمية المحلية وهو واحد من سلسلة المشاريع الجبارة التي لا تؤمن بالمستحيل. وما نشهده اليوم هو نتيجة استراتيجية بناء وتدعيم الاقتصاد المعرفي في الدولة المرتكز على الإنتاجية الفكرية والإيمان بالقدرات الذاتية. و«مسبار الأمل» هو محطة من محطات نجاح الوطن في إبراز القدرة حيث نجحت الكوادر الوطنية الشابة العاملة بالمشروع من تسطير صفحة من كتاب المستقبل بحروف من ذهب، وها هم أبناء الإمارات يسترجعون ماضياً جميلاً ويذكّرون العالم بإنجازات أجدادنا من علماء العرب الذين كانوا السباقين في علم الفلك، كأنهم يقولون للعالم إننا نحمل رسالة كانت حلماً فحولها أبناء وبنات الإمارات إلى واقع لامع.