أبرز 5 أحداث عالمية غيرت بوصلة الاقتصاد في 2016

أبرز 5 أحداث عالمية غيرت بوصلة الاقتصاد في 2016

يعتبر العام 2016 واحد من أكثر الأعوام زخماً بالأحداث الاقتصادية، إذ شهد تقلبات اقتصادية حادة نتيجة مجموعة من العوامل التي أثرت عليه، عليه كتذبذبات أسعار النفط، والانتخابات الأمريكية، وخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، في المقابل شهد العام جملة من الإصلاحات الاقتصادية ومنها التوصل لأول اتفاق نفطي عالمي منذ 2001.

وهذا نرصد أبرز 5 أحداث اقتصادية شهدها العالم في العام 2016:

1- الأسهم تخسر 4 تريليونات دولار

بعد مرور 7 أيام على العام الجديد هبطت البورصة في الصين بنحو 7% وخسر المستثمرون هناك مليارات الدولارات في يوم واحد، مما جعل البورصة تعلق التداول تلقائيا لمدة 29 دقيقة حتى لا تنهار السوق تماما.

وأثبت يناير أنه كان شهرا قاسيا وصارما بالنسبة للمستثمرين، فبعد 10 أيام تداول فقط خسرت أسواق الأسهم العالمية أكثر من 4 تريليونات دولار من قيمتها وسط مخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين وبعد تخفيض قيمة عملتها اليوان.

وتوالت الأزمات في يناير، حيث انخفضت أسعار النفط بشكل كبير وهبطت أسعار النفط إلى دون 35 دولارا للبرميل في 20 يناير بعد أن بدأت العام على مستوى 45 دولارا وهو ما جعل كل المنتجين في العالم يشعرون بالقلق ويتحركون من أجل إعادة الاستقرار للسوق والأسعار.

ولم ينته الربع الأول حتى اجتمعت أربع دول نفطية هي السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا في الدوحة في فبراير واتفقوا فيما بينهم على تجميد إنتاجهم النفطي شريطة أن ينضم المزيد من المنتجين إلى الاتفاق، لترتفع الأسعار بعدها إلى 45 دولارا في أقل من ثلاثة أسابيع.

ومن أبرز الأمور في الربع الأول هو رفع الولايات المتحدة للحظر الاقتصادي والنفطي عن إيران بسبب برنامجها النووي بعد ما يقارب أربع سنوات من تطبيقه.

2- أول اتفاق نفطي عالمي منذ 2001

شهد الربع الرابع أكثر الأحداث أهمية خلال العام الحالي. ففي نوفمبر انتخب الأمريكيون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وشكل ذلك صدمة قوية للعالم عموما ولأسواق المال الأمريكية خاصة التي تكبدت خسائر بملايين الدولارات فور إعلان فوزه بالانتخابات.

وأخذت غالبية التوقعات والتحليلات لمستقبل اقتصاد الولايات المتحدة منحى تشاؤميا، نظرا إلى العشوائية التي اتسمت بها خطة ترامب الاقتصادية، فذهب محللون كثر إلى احتمال انكماش الاقتصاد الأمريكي بنحو تريليون دولار بعد انتهاء ولاية ترامب، إضافة إلى احتمال زيادة حجم الدين العام الأمريكي خلال عهده.

وشهد ديسمبر أول اتفاق نفطي عالمي منذ 2001 بين منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها إلى اتفاق مشترك لتقييد إنتاج الخام وتخفيف تخمة المعروض في الأسواق بعد استمرار تدني الأسعار على مدى أكثر من عامين، وهو الأمر الذي شكل ضغوطا على ميزانيات كثير من الدول وأثار اضطرابات في بعضها.

3- بريكست

كان لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقعا صادما على الاقتصاد العالمي، إذ أعقبت استفتاء البريطانيين خسارة فادحة للجنيه الإسترليني، الذي هوى بـ10% من قيمته في أيام، مع انهيار أسواق الأسهم العالمية لأسابيع قبل أن تبدأ التصحيح، تزامنا مع ارتفاع أسعار الذهب، الذي يعد ملاذا آمنا.

وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العامين 2016 و2017 بمقدار 0.1% لكل عام، بعد استفتاء البريطانيين لصالح الخروج.

4- فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية

جاء وقع نبأ فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية كالزلزال، فأدى إلى انهيار الأسواق، مقابل قفزة للذهب، تلتها ارتفاعات في الأسهم استمرت لأسابيع متتالية، سجلت خلالها مستويات قياسية.

وقبل فوزه بالانتخابات، أطلق ترامب عددا من التعهدات، التي تضمنت بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وإلغاء برنامج الرعاية الصحية للرئيس باراك أوباما، وفرض رسوم جمركية بواقع 45% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

5- رفع الفائدة الأمريكية

يمثل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة لحظة حاسمة للاقتصاد العالمي٬ إذ يعد مؤشرا على نهاية تسهيل الاقتراض التي اتبعها لدعم النمو الاقتصادي بعد الأزمة المالية في العام 2008.

وقررت لجنة السياسة النقدية عقب اجتماعها في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2016 رفع سعر الفائدة بنسبة 0.25% إلى نطاق 0.50% - 0.75%، وذلك للمرة الأولى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015.

ويؤدي قرار رفع الفائدة إلى ارتفاع الدولار، كما يؤثر على الذهب والذي يأخذ في الغالب اتجاها معاكسا للدولار.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد