قال موقع (Parentingalpha) أن آفاق سوق العمل في المستقبل ستكون رائعة بقدر ما هي معقدة، إلا أن الباحثين لا يزالون في مرحلة التخمين بشأن أنواع الوظائف التي ستكون متاحة في العقود القليلة المقبلة، والمؤهلات والمهارات اللازمة التي تتماشى مع هذا التحول.
يشير تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (Weforum) إلى أن 65% من الأطفال الذين التحقوا بالمدارس الابتدائية عام 2017 سيحصلون على وظائف في المستقبل ليست موجودة بعد، كما أن التعليم الحالي سيخفق في إعدادهم لها. فكيف يعد الآباء أبنائهم لمهن المستقبل؟
التعلم الذاتي
وفقا لهيذر ماكجوان، خبيرة العمل المستقبلي، فإن التعليم ينبغي أن يتكيف وفقا للثورة التكنولوجية والصناعية الحالية، وهذا يعني التركيز على نقل المعرفة بنسبة أقل في مقابل زيادة القدرة لدى الأطفال على التعلم بأنفسهم.
وتقول ماكجوان، في تقرير على موقع "سي إن إن" CNN، إن "المعرفة الأساسية للمستقبل هي قدرتك على التعلم والتكيف، لأنك إذا لم تفعل ذلك، فسوف تتوقف حياتك المهنية بشكل صارخ بعد عامين".
تعليم البرمجة
يتطلب هذا العصر الجديد من التعليم أيضا مجموعة جديدة من الأدوات، ويمكن عد "كوبيتو" (Cubetto) مثالا لذلك، فهو عبارة عن روبوت خشبي صغير يتحرك على لوح عندما يقوم الطفل بإدخال أوامر معينة في قاعدة متصلة به، وتستخدمه المدارس وأولياء الأمور لتعليم الأطفال البرمجة في سن الثالثة.
ويقول فيليبو ياكوب، صانع الألعاب الذي طور كوبيتو، "إنها مهارة يمكن تطبيقها على أي شيء، فأنت تتعلم بشكل أساسي التفكير بطريقة منطقية وعقلانية للغاية". هذا هو الطريق لإعداد الأطفال للمستقبل.
البيئة الطبيعية
وجد تقرير صادر عن جامعة "سالفورد" (Salford) أن العوامل الفيزيائية مثل الضوء الطبيعي ودرجة الحرارة وجودة الهواء يمكن أن تزيد من تقدم التعلم لتلاميذ المدارس الابتدائية بنسبة تصل إلى 16% في السنة.
التأهب للمهن الجديدة
من المهم تأهب الآباء والمجتمعات والمعلمين لرؤية المهارات المهنية المستقبلية، فقبل 20 عاما فقط لم يكن أحد يتصور أن الهواتف المحمولة ستكون مفيدة بهذا الشكل. كما أن عددا من الوظائف أصبح جزءا من الماضي مثل مهنة التصوير الفوتوغرافي.
الانفتاح على المهن المختلفة
هناك حاجة إلى الابتعاد عن التعليم المهني الذي يعطي الأولوية لمهنة واحدة، وبدلا عن ذلك تعزيز الفرص الوظيفية المتعددة. قد لا يحمل مفهوم دراسة مهنة واحدة على مدى عامين إلى 4 أعوام، كثيرا من المزايا في المستقبل القريب، باستثناء بعض الحالات، لذا ينبغي للطلاب أن يصبحوا منفتحين على جميع المهن لجعل أنفسهم مؤهلين بقوة للفرص التي قد تنشأ.
تعزيز المهارات الشخصية
عندما تتنافس أجهزة الحاسوب على الوظائف مع البشر، فإنها تستهدف المهام الصعبة والمتكررة مثل وظائف البناء وتجميع السيارات، وستستمر الروبوتات في التفوق في هذه المجالات وغيرها لأنها غير مكلفة على المدى البعيد.
لكن مهارات التعامل مع الآخرين لا يتفوق فيها غير البشر، على الأقل حتى الآن. لذا فإن تعزيز مهارات مثل الإبداع والقيادة والتفاعل الاجتماعي وحل المشكلات والمرونة والقدرة على التكيف والثقة بالنفس والإيجابية لن تنافس عليها الروبوتات وتكنولوجيا المستقبل.