استخدم الحجارة والصخور إما للكتابة عليها، أو نحتها وتحويلها إلى قطع فنية رائعة، وعلى الرغم من صعوبة فن النحت، إلا أن النحات جبران بن سالم آل مرقي السعودي، الذي اختار الحياة في مدينة أبها، عشق هذا الفن ليقدم لسكانها أروع المنحوتات، ليجعل منها أواني للطهي.
وعن حجر النحت أوضح جبران أنه في أعماله يختار حجراً محدداً يسمى بحجر النحت، وهو موجود في منطقة عسير بين الجبال في حجلة وفي تهامة وجبال قيس، فهو يقوم بالسفر إلى العديد من المواقع ليحضر الأحجار ويحفر لأكثر من 20 إلى 40 متراً في باطن الأرض للوصول إليها.
وتتميز هذه الأحجار بأنها جيدة للطبخ، إذ يكون لها مذاق مميز لا يمكن أن يكون في أوانٍ أخرى، وهي سهلة التشكيل يمكن أن يصنع منها أشكال حجرية بالطريقة التي يحبها، وهي مطلوبة في الجنوب.
ولدى هذا النحات محلٌ لبيع المنحوتات، ومكانٌ للنحت في أبها، وله زبائنه من الرياض ومن الدمام ومن الإمارات لندرة العثور على مثل هذه القطع، لأنها يدوية وصناعتها ليست بالعملية السهلة، حيث يستغرق عمل براد نحو شهر من الزمن، وقد تستغرق بعض الأواني 3 أشهر، لاسيما أن جبران يستخدم في عمله أدوات مصنوعة من الحديد، فهو يقوم بعمل حدادة لها مع الخشب ليتمكن من تشكيل أدوات النحت، ويقوم بالاستعانة بحدادين لتشكيل أدوات العمل.
وذكر جبران أن أبناءه حاولوا تعلم هذه المهنة ولكنهم تركوها لكونها متعبة، وقد تكون خطيرة جراء الإصابات التي قد تحدث أثنا العمل.
وفي حديثه عن حبه لما يصنعه، بين جبران أنه على الرغم من صعوبة العمل ومن الظروف المحيطة بإنتاج مثل هذه القطع، من حيث السفر وجمع الأحجار ونحتها، والقدرة جسدية التي تتطلبها، إلا أنه يعشق هذا العمل الذي ورثه عن أجداده والذي تعلم منه الصبر والقوة في مواجهة ظروف الحياة، وقال إن والده كان لديه نفس الشغف وأنه يقوم على مدار اليوم بالنحت، بل إن عائداته جيدة، لكونه مهنة غريبة ونادرة وصعبة.
ويعتبر فن النحت على الحجر وأنواعه، واحداً من أهم الفنون التشكيلية، فهو يعتمد على تكوين المجسمات ذات الأبعاد الثلاثية، إما لشكل إنسان أو حيوان أو طائر أو غيرها من الأشكال التجريدية على الحجر، حيث يعتبر فن النحت من أقدم الفنون الموجودة منذ 4500 سنة، حيث إنه أقدم حتى من فن التصوير، فهذه الفنون كانت طرق تعبير الإنسان القديم عن فنه وعن الأجواء المحيطة به.
كما تعتبر الأواني «الحجرية» المنحوتة من الأحجار، من أهم المنحوتات التي يحب الناس استخدامها في طهي الرقش والعريك والمأكولات الشعبية، حيث حافظت هذه الأواني على قيمتها التاريخية والمادية، التي تتباين بين 50 إلى 1000 ريال في الأسواق السعودية.