ما هي الأسباب التي دفعت الملك السعودي لزيارة روسيا؟

ما هي الأسباب التي دفعت الملك السعودي لزيارة روسيا؟

بعد زيارة الرّئيس بوتين إلى المملكة العربّية السّعودية عام ٢٠١٥، عندما كان العاهل السّعودي سلمان بن عبد العزيز. حفظه لله. وزيراً للدّفاع. وبعد انقلاب السّياسات العربيّة والغربيّة، وبعد محادثاتٍ دامت عدداً من الأشهر، يُطلّ الملك سلمان بن عبد العزيز من نافذة طائرته الرّئاسية إلى موسكو، في زيارةٍ وصفها العديد من السّياسيّين والمحلّلين ب"التاريخية" في العلاقة بين البلدين.

والتقى فيها الرّئيس الرّوسي "فلاديمير بوتين" في قصر "الكرملين"، كما التقى عدداً من السّياسيين الرّوس، وعرضا معاً العديد من التّطوّرات الدّوليّة والمحلّيّة. وخصوصاً ملفّ النّفط الّذي أثّر على اقتصاد البلدين بعد الأزمة في عام ٢٠١٤، وتراجُع أسعار النّفط العالميّة. كما بحثا في موضوع تمديد قرار خفض إنتاج النّفط إلى حين اجتماع ال-"اوبك"، أي منظّمة الدّول المُنتِجة للنّفط والمُقَرَّر عقده في تشرين الثّاني. ويحرص الملك على المحافظة على الإنتاج كما اتُّفِق، حتى ارتفاع الأسعار من جديد.

الزيارة السّعودية الرّوسيّة

الملك السعودي في روسيا

وكان واضحاً تطور العلاقة السّعودية الرّوسية في العامين الاخيرَيْن، واتّفاقهما على العديد من الملفّات السّياسيّة والأمنيّة، خصوصاً في سوريا والمنطقة. أمّا دعوة الرّئيس "بوتين" للملك السّعودي، فهي ليست وليدة اللّحظة وليست مفاجأةً لأحد، بل تعود إلى ما يقارب العامين، عندما كانا على اتّصالٍ هاتفيٍّ، حول الأوضاع في اليمن وفي سوريا. وتأخّرت الزّيارة لعدّة أسبابٍ. وتغيّرت الظّروف بعد أن انفتحت روسيا على تركيا، وأصبحت السّعودية تلعب دوراً قويّاً في سوريا، وقادرةً على التّوجه نحو الحلّ، خصوصاً بعد ما ادلى به الوزير السّعودي عادل الجبيرأمام الهيئة العليا للمفاوضات، قبل شهرين، عن ضرورة دراسة مشروعٍ سياسيٍ جديدٍ يحاكي التّطوّرات، خصوصاً أن الرّئيس السّوري بشار الأسد باقٍ في السّلطة، والبتّ باعتماد -القرار٢٢٥٤- كطريقةٍ للحلّ بدل -جنيف ١- . وهنا تَقارَبَتْ وجهات النّظر، ما أدّى إلى تسريع موعد الزّيارة.

على المستوى العسكري

الملك السعودي في روسيا

أمّا على المستوى العسكري، فنُقل عن هيئة الصّناعة العسكريّة السّعوديّة أن الرّئيسان اتّفقا على إنشاء صندوق استثمارٍ برأسمال مليار دولار أمريكي، وعلى شراء أحدث "التّكنولوجيا" في أنظمة الدّفاع الجوّيّ من روسيا. كما صدر عن وزير الخارجيّة الروسي "سيرجي لافروف" إنّ لدى العاهل السّعودي نظرةً إيجابيةً وتقييماً واضحاً وموضوعيّاً للمبادرة التي تقودها روسيا لإنهاء الأزمة السّورية. أمّا وزير الخارجيّة السّعودي، فصرّح بأنّ بلاده والدّولة الرّوسية تعملان معاً على تقريب وجهات النّظر وتوحيد المعارضة السّورية.

العلاقة السّعودية الأمريكيّة

الملك السعودي في روسيا

أماّ بما يختصّ بعلاقة السّعودية والولايات المتّحدة الأمريكيّة، وخطورة تأثّرها بهذه الزّيارة، فأكّدت مصادر قريبة من الملك السّعودي أنه يتّبع سياسةً للتّقرب من جميع الدول، وأن علاقة المملكة بالولايات المتّحدة هي علاقة إستراتيجيّة ولا تتأثّر بهذا اللّقاء. وتعود العلاقة السّعودية الرّوسية إلى العام ١٩٢٦، عندما أصبح الإتّحاد السّوفياتي أوّل دولة غير عربيّة تعترف بالمملكة العربيّة السّعودية. واستُؤنفت العلاقة عندما صدر بياناً مشتركاً بين البلدين عام ١٩٩٠، مُعلِناً هذا الموضوع.

العلاقة السّعودية الرّوسيّة

الملك السعودي في روسيا

توالت الزّيارات من وإلى البلدين بين عام ١٩٩٤ وحتى أكتوبرالجاري، اتُّفق خلالها على آليّة عملٍ مشتركةٍ، مبنيّة على مبادئ وأسس ثابتة. لكنّ الزّيارة الأخيرة إلى روسيا كانت الأولى من نوعها، لأنّها المرّة الأولى التي يزور فيها ملك السّعودية شخصياً روسيا -لا ولي العهد ولا أحد الوزراء-. وتقوم العلاقات السّعودية الرّوسية على عدّة محاور، أبرزها: إتّفاق تجاري - إقتصادي ، إتّفاق وتعاون في المجالات العلميّة والثقافيّة والدّينيّة وفي مجال الفضاء.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد