كليوباترا السّابعة هي الحاكمة الأخيرة لسلالة البطالمة. حكمت مصر من ٥١ ق.م. حتى ٣٠ ق.م. وهي تشتهر حتى يومنا هذا لشدّة جمالها وعلاقات حبّها مع إمبراطور الحرب الرّومانيّ يوليوس قيصر ومارك أنطوني.
من هي كليوبترا
وُلدت كليوباترا في العام ٦٩ قبل الميلاد. عندما توفّي والدها بطليموس الثاني عشر في عام ٥١ قبل الميلاد، أصبحت كليوبترا حاكمةً مشاركةً الحكم مع شقيقها البالغ من العمر ١٠ سنوات بطليموس الثّالث عشر. وكانا متزوجين بعضيهما وفقاً للتّقاليد المصريّة في تلك الأيام. وسواء كانت بالجمال الفائق كما ادعى أو لا، فمِن المؤكّد أنها كانت إمرأةٌ ذكيةٌ للغاية وسياسيّة محترفة، جلبت الرّخاء والسّلام إلى بلدٍ كان مُفلساً ومنقسماً جرّاء الحرب الأهليّة.
كليوبترا ويوليوس قيصر
في عام ٤٨ قبل الميلاد، تورّطت مصر في الصّراع الرّوماني بين يوليوس قيصر وبومبي. هرب الأخير إلى العاصمة المصريّة الإسكندريّة، حيث قُتل على أمرٍ من بطليموس. تبِعه قيصر وأصبح هو وكليوباترا عشّاق.
كليوباترا، التي كانت قد نُفيت من قِبل أخيها، أُعيد تتويجها ملكةً وذلك أتى مع دعمٍ عسكريٍّ رومانيّ. قُتل بطليموس في إحدى الهجمات ولكن ظهر شقيقٌ جديد، بطليموس الرّابع عشر. حملت كليوباترا بإبن يوليوس قيصر، سمّته قيصرون، على الرّغم من أنّ قيصر لم يعترف علناً به يوماً. لحقت كليوباترا بيوليوس قيصر إلى روما، ولكن بعد اغتياله في عام ٤٤ قبل الميلاد، عادت إلى مصر. وتوفيّ بطليموس الرابع عشر بشكلٍ غامض في هذه الأيّام أيضاً. فأشركت كليوبترا إبنها قيصرون بتولّي الحكم إلى جانبها.
كليوبترا ومارك انطوني
في عام ٤١ قبل الميلاد، وفي حين كان مارك أنطوني في نزاعٍ مع إبن قيصر المتبنّى أوكتافيان على خلافة القيادة والحكم الرّوماني، بدأ مارك أنطوني تحالفاً سياسيّاً ورومانسيّاً مع كليوباترا. أُنتج عن هذه العلاقة ثلاثة أطفال، إبنان وإبنة.
في عام ٣١ قبل الميلاد، دمج كلٌّ من كليوباترا ومارك انطوني جيشهما وقرّروا الهجوم على قوّات أوكتافيان جنباً إلى جنب في معركة البحر الكبيرة في أكتيوم، على السّاحل الغربي لليونان. ولكن إنتصر أوكتافيان وهرب العاشقين كليوبترا ومارك أنطوني إلى مصر، ولكن اوكتافيان تبعهم وقرّر القضاء عليهم. وصل الأخير وإستولى على الإسكندريّة في عام 30 قبل الميلاد. بعد أن هجره جنوده، قرّر مارك انطوني أخذ حياته بيديه، واختارت كليوباترا المصير نفسه. وتوفيّت جرّاء إنتحار يُحكى أنه كان عبر إجبار الأفاعي على لدعها، وهذا حصل في ١٢ أغسطس عام 30 قبل الميلاد. وبعد هذه الهزيمة، أصبحت مصر محافظةً من الإمبراطوريّة الرومانيّة.
مقبرة انطوني وكليوبترا
بالرّغم من ورود القصّة التاريخية على الهيروجليفات وجدران المباني، لم يتمّ العثور على المكان الذي دُفن فيه الحبيبين مارك انطوني وكليوباترا. وبالرّغم من إشاعاتٍ تردُ كلّ عامٍ، حتى من وسائل الإعلام الغربيّة/العالميّة، فهذا الإدعاء لم يلاقي إثباتات علمية مؤكّدة. يدّعي بعض المنقّبين في مصر أنّهم وجدوا المكان وهو تحت معبد تبوسرس ماجنا. يأتي هذا التّحليل بعد العثور على منحوتة وجهٍ يُعتقد أنها تعود للملكة كليوباترا، وذلك حصل في عام ٢٠٠٩ ولم يأتي مستجداتٌ منذ حينها.