فيلم باربي.. الشركة المنتجة تعتذر عن السخرية من القنبلة الذرية والسعودية
ومصر في طريقهما لمنع عرضه.!

قدم الفرع الياباني لشركة "وارنر براذرز" الأمريكية للإنتاج السينمائي، اعتذارًا رسميًا عن التعليقات التي وردت من الحساب الرسمي لفيلم باربي ردًا على الصورة التي تحمل محتوى فكاهيًا أو المتداول "الميمز" على وسم "باربينهايمر"، والتي تتعلق بالقنبلة الذرية.

ولفظة "باربينهايمر" عبارة عن مزج لكلمتي "باربي" و "أوبنهايمر"، الفيلمين الذين تزامن عرضهما في دور السينما العالمية غي نفس الوقت تقريبًا، والذين يناقض كل منهما الآخر من حيث المعنى، فأحدهما عن قصة "باربي" الدمية الوردية، والآخر عن مخترع القنبلة الذرية التي أودت بحياة الآلاف في اليابان.

وأظهرت بعض الصور عبر الوسم باربينهايمر، بطلة الفيلم "مارغو روبي" بتسريحة شعر على شكل سحابة تشبه "عيش الغرب"، في إشارة للسحابة التي أحدثتها القنبلة الذرية آنذاك.

وعلق الحساب الرسمي لفيلم باربي على هذه الصورة قائلًا: "هذه التصفيفة من عمل كين"، في إشارة إلى دمية الشاب الشهيرة والتي قدمتها شركة الألعاب الأمريكية ماتيل عام 1961 كنظير لباربي، والتي تمثل شخصية البطل الذي يشارك "باربي" في الفيلم.

ومن المقرر عرض فيلم "باربي" في الحادي عشر من أغسطس/آب في اليابان، بعد خمسة أيام من الذكرى الثامنة والسبعين للهجوم على هيروشيما بالقنبلة الذرية.

وسمًا يثير جدلًا واسعًا ورواد التواصل الاجتماعي يدشنون وسمًا معارضًا..

وانتشر على مواقع التواصل وسم #NoBarbenheimer في اعتراض على الوسم الذي مزج بين العملين وتعرض للسخرية من حادثًا مدمرًا أودى بحياة الآلاف وخلف آثارًا يصعب محوها من ذاكرة اليابانيين.

ومن بين الـ"ميمز" الأخرى التي أغضبت رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليابان، صورة تظهر سيليان مورفي، الذي لعب دور روبرت أوبنهايمر المعروف باسم "أبو القنبلة الذرية"، وهو يحمل بطلة فيلم باربي على كتفه وسط مدينة محترقة.

وعلق الحساب الرسمي لفيلم باربي على هذه الصورة قائلا: "سيكون صيفا لن ننساه".

وفي بيان نُشر على حساب باربي الخاص بشركة وارنر براذرز في اليابان، قالت الشركة: "من المؤسف للغاية أن يعلق الحساب الرسمي في الولايات المتحدة لفيلم "باربي" على منشورات مستخدمي وسم "باربينهايمر" على مواقع التواصل الاجتماعي

وأضاف موقع تويتر، والذي تغيرت علامته التجارية مؤخرا إلى X، ملحوظات إلى المنشورات الأصلية، لتسليط الضوء على السياق التاريخي لهجمات القنابل الذرية على اليابان.

ومن المعروف أن عدد القتلى المسجل لهذا الحادث الدموي الذي هز العالم، ما هو إلا تقديرات، لكن يُعتقد أن حوالي أكثر من 140 ألفا من سكان هيروشيما، البالغ عددهم 350 ألفا، قد لقوا مصرعهم في الانفجار الذي وقع في السادس من أغسطس/آب عام 1945. كما قُتل ما لا يقل عن 74 ألف إنسان جراء قصف ناغازاكي بعد ثلاثة أيام من تاريخ انفجار هيروشيما.

وتسببت الإشعاعات المنبعثة من القنابل في وفاة المزيد من الآلاف في السنوات التالية لنفس الانفجار، بسبب التسمم الإشعاعي.

وعلق أحد مستخدمي وسائل التواصل على الهاشتاغ الساخر قائلا: "كان جدي في هيروشيما قبل أيام قليلة من إسقاط القنبلة الذرية. وكان من بين الذين ماتوا تحت السحابة الذرية، والعديد من الأطفال الذين كانوا في عُمْر اللعب بدُمى باربي".

وفي تصريحًا رسميًا.. قال متحدث باسم مدينة هيروشيما لإحدى الإذاعات الإنجليزية ذائعة الصيت: إنه بعد 78 عاما "ستواصل المدينة العمل على نشر فهم وإدراك التأثير المادي والنفسي للقنابل النووية، وكذلك أمل الناجين من القنبلة النووية في نزع السلاح النووي".

خيبة أمل بسبب تأجيل عرض «باربي» في السعودية ومصر

يواصل فيلم "باربي" نجاحه التجاري حول العالم على مستوى الإيرادات بعد أيام قليلة من عرضه، ولكن في سياق أخر يجتاح الفيلم ما بات يعرف بـ "تأثير باربي" منصات التواصل الاجتماعي عالميًا.

وشعر من يترقبون عرض الفيلم في السعودية ومصر والإمارات بخيبة أمل كبيرة، بعد الإعلان عن تأجيل إطلاق عرض الفيلم حتى نهاية شهر أغسطي/آب/ الجاري.

وزاد الغضب أكثر لدى الجماهير العربية بعد تداول أنباء غير مؤكدة عن منع عرض الفيلم في السعودية ومصر وبعض الدول العربية، وأرجعت بعض الأنباء أسباب المنع لاحتواء الفيلم على مشاهد عديدة من الإيحاءات الجنسية غير المناسبة للأطفال، وتركيزه على قصص الشخصيات المثلية وعرض مشاهد تحتوي على تناول المخدرات وغيرها من الممنوعات.

وفي سياق متصل نفت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، في المملكة العربية السعودية، جميع الأخبار التي نشرت حول منع عرض فيلم باربي في البلاد.

وأوضحت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع علي لسان رئيسها، سلمان بن يوسف الدوسري، سبب تأجيل عرض الفيلم في السعودية، إلى 31 من أغسطس/آب ، قائلا: «أن الهيئة طلبت بعض التعديلات على نسخة الفيلم التي ستعرض محليًا، ولكن الطلب قوبل بالرفض من منتجي الفيلم، فيما نسعى إلى التعديل مع موزع الفيلم داخليًا، للوصول إلى نسخة مرضية للجميع بحيث تكون مناسبة للعرض في دور السينما».

بينما لم تصرح مصر أو أي دولة عربية أخرى بشكل رسمي عن أسباب تأجيل أو منع الفيلم من العرض وباتت كل الأخبار حتى الآن محض شائعات بعض النظر عن تأجيل العرض، والذي حدث بالفعل في العديد من الدول العربية.

الجدير بالذكر أن فيلم باربي تصدر شباك التذاكر في أميركا الشمالية، إذ حقق 93 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع، وفق تقديرات مؤسسة التحليلات الإعلامية "كومسكور".

وحقق أوبنهايمر إيرادات تقدر بنحو 46.2 مليون دولار في أيام الجمعة والسبت والأحد، فيما وصفه محلل "كومسكور"، بول ديرجارابديان، بأنه "عطلة نهاية أسبوع ثانية مذهلة".