تأهب علماء الفلك بعد أن لاحظوا وجود ثقب “بحجم الوادي” يقذف جزيئات شمسية في النظام الشمسي، ويمكن أن تصل الرياح الشمسية إلى كوكبنا، يوم الاثنين 14 سبتمبر، بعد أن تشق طريقها عبر رحلة 150 مليون كم عبر الكون، ويمكن أن يكون القصف قويا لدرجة أنه قد يؤدي إلى حدوث شفق قطبي، وفقا لموقع Space Weather.
وقال الموقع: “قد يضرب تيار من الرياح الشمسية المجال المغناطيسي للأرض في 14 سبتمبر. تتدفق المواد الغازية من ثقب يشبه الوادي في الغلاف الجوي الجنوبي للشمس، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث حلقة قصيرة من الشفق القطبي في القطب الشمالي عند وصوله”
ويحدث الشفق القطبي عندما يتعرض الغلاف المغناطيسي للقصف بواسطة الرياح الشمسية، التي تحرف الجزيئات، ما يتسبب في ظهور أضواء خضراء وزرقاء مذهلة
وحذر العلماء من عواقب وخيمة جراء هذه العاصفة الشمسية القوية، وفي عالم يعتمد بشدة على التكنولوجيا ، مطالبين ببنية تحتية أفضل لمراقبة نشاط الشمس
وقالت دراسة حديثة من معهد “سكولكوفو” للعلوم والتكنولوجيا في روسيا: “عاصفة شمسية كبيرة يمكن أن تقطع الكهرباء والبث التلفزيوني والإنترنت والاتصالات اللاسلكية، ما يؤدي إلى تأثيرات متتالية كبيرة في العديد من مجالات الحياة. ووفقا لبعض الخبراء، فإن الضرر الناجم عن مثل هذا الحدث الشديد قد يكلف ما يصل إلى عدة تريليونات من الدولارات، واستعادة البنية التحتية والاقتصاد قد يستغرق ما يصل إلى 10 سنوات. وبالتالي، فإن فهم الأحداث المتطرفة الأكثر خطورة والتنبؤ بها، لهما أهمية قصوى لحماية المجتمع والتكنولوجيا من الأخطار العالمية لطقس الفضاء.”
وقالت المعدة الأولى للدراسة، الدكتورة جيني مارسيلا رودريغيز غوميز: “إن فهم خصائص الانفجارات الشمسية الشديدة وظواهر الطقس الفضائي المتطرفة، يمكن أن يساعدنا على فهم ديناميكيات الشمس وتقلبها وكذلك الآليات الفيزيائية وراء هذه الأحداث بشكل أفضل.”
وأضافت الباحثة تاتيانا بودلادتشيكوفا، في Skoltech: “يحتاج مجتمعنا التكنولوجي الحديث إلى أخذ هذا الأمر على محمل الجد، ودراسة أحداث الطقس في الفضاء، وكذلك فهم جميع التفاصيل الدقيقة للتفاعلات بين الشمس والأرض”
وقد يكون للتوهج الشمسي القوي القدرة على جعل التكنولوجيا على كوكبنا زائدة عن الحاجة، ويحذر الخبراء الآن من أننا يجب أن نتعامل مع التهديد بجدية أكبر
وبالنسبة للجزء الأكبر، يحمي المجال المغناطيسي للأرض البشر من وابل الإشعاع الذي يأتي من البقع الشمسية، ولكن العواصف الشمسية يمكن أن تؤثر على التكنولوجيا المعتمدة على الأقمار الصناعية ويمكن للرياح الشمسية تسخين الغلاف الجوي الخارجي للأرض، ما يؤدي إلى تمدده. وقد يؤثر ذلك على الأقمار الصناعية في المدار، وينعكس على نقص الملاحة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإشارة الهاتف المحمول والقنوات الفضائية.