تعتبر العنوسة من أخطر المشكلات المتأصلة في المجتمعات العربية والتي تتفاقم كلما مر الوقت دون تدخل أساسي من الهيئات والمؤسسات المجتمعية لما لها من آثار سلبية ومخاطر كثيرة قد تؤثر على مستقبل الشباب في حالات عدة
العنوسة في الوطن العربي
تعد نسب العنوسة المعلنة في عام 2019 في الوطن العربي نسبة عالية جدا وصادمة تدل على تفشي ظاهرة العنوسة فيها وهو أمر محبط للغاية ويستدعي الإنتباه إليه حتى يمكن إيجاد حل للعنوسة لأنها قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت ملحقة كثير من الأذى والدمار بالمجتمعات العربية
أسباب زيادة العنوسة
من أسباب زيادة العنوسة في الوطن العربي ما يلي
غلاء المهور
يعد غلاء المهور من الأسباب الهامة جدا التي تؤدي إلى زيادة العنوسة في الوطن العربي ذلك لأن الفجوة كبيرة جدا بين المهور وقدرات الشباب الأمر الذي يجعلهم عاجزين وراء متطلبات الزواج التي تفوق مستوياتهم المادية، كما في الأردن والسعودية حيث وصلت نسبة العنوسة فيهما بحسب آخر تقدير حوالي 42%، كما زادت نسبة العنوسة في الإمارات أيضا بشكل كبير وذلك بسبب إرتفاع تكاليف المعيشة وغلاء المهور أيضا
المعتقدات الخاطئة
هناك بعض المعتقدات الخاطئة التي تلعب دورا كبيرا في زيادة العنوسة ، كالإعتقاد بقلة فرص الإنجاب للفتاة التي تخطت عمر الـ 30 وهو إعتقاد متأصل في عقل كثير من الأمهات وأبنائهم الرجال، كما أن تفضيل الرجال الزواج من الفتاة الصغيرة في العمر من المعتقدات التي سبب زيادة في العنوسة لأنهم يرون في الفتاة الصغيرة في العمر فرصة كبيرة وسهلة للتحكم فيها والسيطرة عليها كليا، ومن تلك المعتقدات أيضا عدم إمكانية الزواج بإمرأة تكبر الرجل في العمر حتى لو كان الفارق صغير جدا بينهما وعلى الرغم من وجود أغلب مقومات الزواج لدى الطرفين والتي يأتي القبول والإرتياح النفسي على رأسها
البطالة
للبطالة دور كبير في زيادة مشكلة العنوسة ، فكيف يمكن أن يتمكن الشباب من بناء مستقبل جيد لهم بدون عمل ودخل مادي ثابت وملائم لمواكبة إحتياجات الحياة اليومية ويعد ذلك سببا كافيا لتفسير عزوف هؤلاء الشباب عن الزواج وتجنب التفكير فيه من الأساس فما هو إلا حلم بعيد المنال في نظرهم جميعا، كما هو الحال في مصر والمغرب حيث وصلت نسبة العنوسة فيهم إلى 40%، ولم تسلم تونس أيضا من زيادة العنوسة فيها بسبب البطالة وما تمر به البلاد من أحوال سياسية غير مستقرة حيث وصلت نسبة العنوسة إلى 62%
الحروب والمشاكل السياسية
للحروب وعدم إستقرار كثير من البلدان العربية دور كبير في زيادة نسب العنوسة فقد وصلت نسبة العنوسة في العراق وسوريا إلى 70% وهي نسبة صادمة جدا، فكم من إمرأة وفتاة تركت وطنها سعيا في طلب الرزق وذهبت للعمل في بلدان أخرى، وبالتالي ضياع فرص كثيرة منهن لأنهن أصبحن في منأى عن الأقارب والأهل والأصدقاء والمعارف
تفضيل المرأة اليوم لحياة العزوبية
لاعتبارات كثيرة ، توجد نسبة ليست قليلة من الفتيات يفضلن العنوسة على الارتباط بشخص غير مناسب لمجرد الخلاص من لقب عانس ، وهو حق من حقوقهن فلا يمكن إجبار إمرأة على الزواج برجل لا ترتاح إليه وغير مقبول من وجهة نظرها من كثير من النواحي سواء الإجتماعية والمادية والعلمية