سبايس أكس: سنصل إلى المريخ قبل ناسا

سبايس أكس: سنصل إلى المريخ قبل ناسا

حلم المريخ لم يعد حلماً كما نسمع كثيراً مؤخّراً، فالوكالة الأمريكية للفضاء والطّيران المعروفة بناسا (NASA) قد بدأت بمشروعها لزيارة الكوكب الأحمر, ولكن ما لا يعيه الجميع، هو أنّ لناسا منافسين. وأجدرهم شركة خاصّة تُدعى سبايس أكس (Spacex) وقد تصل إلى المريخ قبل ناسا. بالإضافة إلى ذلك، مهمّتها هي إستعمار الكوكب من قِبل البشر لنصبح حضارة كواكبية يتخطّى وجودنا على كوكبٍ واحد. فلنتعرّف سوياًّ على هذه الشّركة، أبرز مشاريعها، مركّزين على مهمّة رحلتها إلى كوكب المريخ.

سبايس أكس

من هي سبايس أكس (SpaceX)

سبايس أكس هي شركة طيران وفضاء أميركيّة خاصّة تأسّست في عام 2002 من قبل الغنيّ عن التّعريف، الملياردير، إيلون ماسك، العبقري الغريب الأطوار وراء باي بال (PayPal) وشركة السّيارات تسلى (Tesla). في مطلع هذا القرن، أراد ماسك المتحمّس أن يوصل دفينة مليئة بالبذور على سطح المريخ تأمين اللّازم في هذه الدّفينة الخضراء (Greenhouse) من أجل تأسيس حياة على جارنا الأحمر. فبدأ بالمفاوضة مع شركات الصّواريخ الرّوسية، لكن سرعان ما إكتُشف أن المبالغ المطلوبة غير عمليّة لهكذا مشروع، قرّر إنشاء شركة خاصة لبناء صواريخ ومحرّكات لسفن فضائيّة بنفسه وبدأ المشروع بالتّطور.

سبايس أكس

اليوم، سبايس أكس توظّف 4000 شخصاً منتشرين بين مقرّها في فلوريدا، مرافق إطلاق الصّواريخ، مرافق تطوير الصّواريخ والعديد من المكاتب.

من يموّل سبايس أكس

تقبل وقد قبلت شركة سبايس أكس التّمويل والتّبرعات من شتّى المصادر. على سبيل المثال، في قانون الثاني من عام 2015 توضّح أن شركتَي جوجل (Google) وفيدالتي (Fidelity) قد ضخّتا مليار دولاراً أميركياً في صندوق سبايس أكس وبالمقابل حصلتا على ملكيّة ما يقلّ قليلاً عن 10 في المئة من الشّركة.

سبايس أكس

بالإضافة إلى ذلك، تقبل الشركة عقود خاصة لخدمتها وتجني مردوداً مالياً من ذلك، مثلاً، في أيلول من العام نفسه، وقّعت الشّركة عقداً لإطلاق قمراً إصطناعياً للإتصالات لشركة هيسباسات (Hispasat) وعرب سات (ArabSat) السّعودية، مستعملين صواريخ صنّعتها سبايس أكس وتُدعى فالكون (Falcon).

لكن لا نظنّ أنّ الكثير من الشركات ستستطيع الإستثمار في سبايس أكس لأهدافٍ عملية، فقد قال إيلون ماسك في إحدى مقابلاته مع أيون (Aeon): "لا أريد أن تسيطر العديد من الشّركات على أسهم شركة سبايس أكس من أجل تحقيق عائداتٍ على المدى القريب" وأكمل أن الشّراء في الشّركة قد يعود بعد تأسيس أرضيّةٍ قويّة لمهمّة إستعمار كوكب المريخ.

الهدف وراء رحلة المريخ

سبايس أكس

إن الملياردير إيلون ماسك يعتبر نفسه محسّن (philanthropist) وهدفه سيُفيد البشريّة ويقرّبها خطوةً من تطوّرها على كافّة المستويات. هدفه ليس دراسة الكواكب فحسب، بل إستعمارها. نعم هناك الملايين من الطّلبات التي تمطر على سبايس أكس من أناساً راغبون بمغادرة كوكب الأرض ويكون أوّل من يزورون ويسكنون موطنهم الجديد وهو كوكب المريخ. الهدف وراء ذلك، يقول ماسك، هو أن نجعل البشر حضارةً مستوى 1 (Type 1 civilization) وهذه تقتصر بالحضارات الذين يمكنهم زيارة كواكب أخرى والعيش عليها. قد صمّمت شركته الطّريقة والتكنولوجيا اللّاذمة لتصنيع الأكسجين من الغازات الموجودة أصلاً على كوكب المريخ من أجل التنفس والزراعة والكثير من الأهداف البشريّة الأخرى. يواجه ماسك الكثير من الإنتقادات لكن كون شركته خاصّة وقانونيّة، لا يمكن لأحد إيقافه إلّا المال. شيء يملك الكثير منه.

خطّة رحلة المريخ بإختصار

سبايس أكس

ما إستصعبته ناسا وغيرها بمهمّةٍ كتلك هي صعوبة وكلفة بناء الكثير من الصواريخ لإيصال كل شيء، من طعامٍ وبذور ومواد أوّليّة للبناء والصّناعة وكميّة البشر، إلى سطح المريخ. أمّا ماسك، فوجد طريقةً ذكيّة لحلّ المعضلة، وهي إعادة إستخدام الصّواريخ والخزّانات ذاتها وهذا يتمّ بهذه الخطوات:

  1. تُطلق السّفينة الصّاروخيّة إلى الفضاء وتتدرّج في مدار حول الأرض (Orbit).
  2. المعزّز أو البوستر (ألا و هو الجزء السّفلي من الصّاروخ) يُفصل، يعود إلى الأرض لإعادة إطلاقه محمّلاً البضائع والوقود.
  3. تتعلّق الحمولة الجديدة على سفينة الفضاء المدارية لكوكب الأرض لتزويدها بالوقود.
  4. تُفصل السّفينة الفضائيّة عن الحمولة والمعزّز، وتشعل الصواريخ لتنطلق هي والرؤوس إلى هدفها الجديد. كوكب المرّيخ.
  5. بإستخدام الهبوط بالوقود (وهو نظام صواريخ أصغر قابلة للتّوجيه على سفينة الفضاء) تهبط وتحطّ السّفينة الفضائيّة على الكوكب الأحمر ويبدأ الإستعمار.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد