يعاني الشاب العراقي رسول هاشم من ظروف نفسية صعبة، بسبب المرض النادر الذي أصابه منذ 9 سنوات، والمعروف بمتلازمة " الرجل الشجرة".
هاشم من أهالي مدينة العمارة كبرى مدن محافظة ميسان الواقعة جنوب شرقي العاصمة بغداد، أصيب بأحد بأندر الأمراض الجلدية في العالم، ويعتبر حاليا المصاب الوحيد في العراق، يواجه تبعات المرض الذي رسم نتوءاته وتبرعماته على جسده النحيل، دون رعاية صحية أو مالية حكومية تذكر.
يقول هاشم (أو ما يعرف بالرجل الشجرة) للجزيرة نت "أصابني المرض منذ 9 سنين تقريبا، وعانيت من التبرعمات التي بدأت تنمو في أنحاء مختلفة من جسمي، وبالخصوص في كلتا يدي، وبسبب وضعي المادي الصعب لم أتمكن من مراجعة الأطباء إلا بعد فترة طويلة، ولولا أحد المحسنين لما سنحت لي الفرصة للمراجعة وتشخيص الحالة".
يخفي رسول هاشم (الرجل الشجرة)، وجهه وجسده جيدا قبل استقباله أي أحد، ويحرص على عدم إظهار أي جزء مصاب خجلا منه، كما يرفض التصوير والظهور على وسائل الإعلام ولا يخرج من بيته إلا في الليل، مما زاد من معاناته النفسية.
وبحسب الجزيرة نت يقول هاشم "لا أملك المال من أجل إعانة نفسي أو شراء الدواء الذي وصفه الأطباء لي، ولولا تواصل بعض الأصدقاء وتقديم مساعدتهم لكنت في عداد المنسيين، ولم أحصل على دعم مالي، مثل شمولي ببرامج الرعاية الاجتماعية في المحافظة".
الوحدة والعزلة اللتان يعيشهما هاشم كانتا من أكبر مآسيه، حيث فقد والديه في مرحلة مبكرة من عمره، وتزوجت أخواته وابتعد عن أشقائه، الذين لم يكونوا أفضل حالا منه ماديا.
يعيش هاشم وحده في بيت جاهز كان مخصصا لإسكان النازحين إلى المحافظة، وحولته الحكومة المحلية إلى برنامج دعم وإسكان المعوزين ومنهم هاشم بعد عودة النازحين إلى مدنهم.
يعتمد هاشم (الرجل الشجرة) في وجباته الغذائية على الأكل الجاهز، وغالبا ما يشتريه من المحال القريبة منه ليلا، لعدم مقدرته على الطبخ، وأحيانا يبقى بدون أكل لعدم امتلاكه المال.
يقول هاشم للجزيرة نت "لا أستطيع العمل بسبب وضعي الحرج، وعدم مقدرتي على مسك الأشياء لنمو التبرعمات في يدي، وافتقد إلى من يعينني من أهلي وأخوتي، فأنا يتيم الأبوين وأخوتي يعيشون ظروفا مادية صعبة، وأحيانا لا أجد طعاما فأبقى جائعا".