الحقيقة وراء انقطاع الإنترنت حول العالم يوم 11 أكتوبر
بعد انتشار أنباء غير مؤكدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن انقطاع الإنترنت بشكل كامل عن العالم يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في نفس توقيت تحذير وكالة ناسا من احتمال حدوث عاصفة شمسية.
وأثارت الأخبار المتداولة الجدل، حيث عبر بعض نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي عن الأزمة التي من الممكن أن تضرب العالم وتعرض الدول والأفراد والمؤسسات الكبرى لخسائر فادحة، فيما علق نشطاء أخرون مطلعون على الشأن المعلوماتي ومجال الإتصالات أن الأمر غير قابل للنقاش، لأنه بطبيعة الحال غير قابل للحدوث من الأساس، وسبق وتم انتشار أخبار مماثلة منذ بضع سنوات ولم يحدث الأمر لأنه غير منطقي بالأساس.
حقيقة الأخبار المُنتشرة حول انقطاع الإنترنت حول العالم
تبين أن الأخبار والفيديوهات المتداولة غير صحيحة، والحقيقة أن الفيديو مجتزأ من سياقه بشكل مضلل من حلقة قديمة لأحد البراامج التليفزيونية، ويعود تاريخه إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018 حول آخر التحديثات في الدول العربية.، بعد الأخبار المتداولة في ذلك الوقت حول مخاوف من إغلاق الإنترنت عالميًا.
وأكدت التغطيات الإخبارية واسعة النطاق في ذلك الوقت أن مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم كانوا يتوقعون انقطاع خدمة الإنترنت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول حينذاك. ومن الممكن أن تحدث هذه الكارثة بعد أن أوضح أحد الفنيين أن الشركة المسؤولة عن توفير الإنترنت ستقوم بتغيير ما يسمى بمنطقة الجذب.
وكان الخبر قد نشر وقتذاك في إحدى الصحف البريطانية وجاء فيه أن الغرض منه هو "لأول مرة تغيير مفاتيح التشفير التي تساعد في حماية نظام أسماء النطاقات على الإنترنت، وقد يشمل تأثير محدود لبعض الأطراف التي لم تقم بتحديث البرامج والأنظمة المرتبطة باسماء نطاقاتها الخاصة لأكثر من عام كامل أو أكثر.
ورغم عودة الأخبار مرة أخرى، إلا أنه تبين أن هذه الأخبار المتداولة غير صحيحة، ولم تنشر الصحف البريطانية محتوى مماثلا مؤخرا أو أن أحدى الصحف قد نشرت مثل تلك الأخبار مجددًا.
الحقيقة عن انقطاع الإنترنت حول العالم 11 أكتوبر/ تشرين الأول
أكدت وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية «ناسا»، أن كل ما يثار أو يُنشر أو يتم تداوله بشأن الأخبار المتداولة حول قطع الإنترنت حول العالم بالكامل في 11 أكتوبر/ تشرين الأول هو مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.
وقالت وكالة «ناسا» في بيانًا رسميًا صدر عنها ، إن المصادر الموثوقة داخل وكالة «ناسا» هي المصدر الوحيد للمعلومات، وأنه بناءً على البيانات المؤكدة والمعلومات الموثوقة، لا يوجد تهديد واضح بانقطاع الإنترنت عن العالم في التاريخ المذكور في الأخبار الكاذبة في 11 أكتوبر/تشرين الأول.
مؤسسة الإنترنت تنفي الأخبار الكاذبة بشأن انقطاع الإنترنت حول العالم 11 أكتوبر/تشرين الأول:
نفت مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة، والمعروفة باسم ICANN، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لضمان إنترنت عالمي مستقل وآمن وموحد، شائعات حول انقطاع خدمة الإنترنت المنتشرة حاليًا حول العالم. خطأ.
وذلك رداً على قيام المجموعة بنشر أخبار ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد فيها أن "مستخدمي الإنترنت حول العالم يتوقعون انقطاع خدمات الإنترنت يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول ".
وفي سياق متصل بهذه الأخبار المتداولة والتي ثبت عدم صحتها حتى اللحظة التي تُكتب فيها هذه السطور، علقت بعض الهيئات والمؤسسات المعنية بهذا الشان في بعض الدول ولعل أبرز الدول التي علقت على الخبر كانت الإمارات العربية المتحدة كأول من نفى من جانب الهيئة العامة لتنظيم قطاع الإتصالات الإماراتية، ثم جاءت مصر في المركز الثاني عبر التعليق على الأخبار المتداولة من خلال خبير في مجال أمن المعلومات وصرح الخبير بنفي الخبر أيضًا لبعض الصحف والمواقع الإليكترونية المصرية.
الإمارات تعلق على خبر انقطاع الإنترنت حول العالم في 11 أكتوبر/تشرين الأول:
أكدت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات أن التقارير التي تحدثت عن توقع انقطاع الإنترنت عالمياً في 11 أكتوبر 2023 غير صحيحة. وسبق ذلك من خلال منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" تويتر..
ونوهت الوكالة إلى ضرورة الحصول على المعلومات من المصادر الرسمية لتجنب المخاوف في هذا الشأن.
وجاء هذا التعليق ردًا على ما تداوله عدد من المواقع والأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي يوم 11 أكتوبر بشأن شائعات حول انقطاع الإنترنت عالميًا.
الخبير المصري في مجال أمن المعلومات والإتصات ينفى بدوره الخبر المتدوال بشأن انقطاع الإنترنت حول العالم في 11 أكتوبر/تشرين الأول:
قال الخبير في مجال أمن المعلومات والإتصالات، إن قطع الإنترنت عالميًا يمثل تحديًا تقنيًا يصعب تنفيذه، وإن زيادة خدمات الإنترنت بنسبة 20% في أي دولة ستؤثر بشكل عام على 3%. وأوضح أنه منتشر على نطاق واسع. وهذا يؤكد أهمية الاستثمارات التي تنفق على الاقتصاد الوطني. وتقوم البلدان بتطوير شبكات الاتصالات والإنترنت.
وأشار الخبير أمن المعلومات والإتصالات، إلى أن مصر تعد ثانٍ أكبر الدول في العالم في تمرير الكالات البحرية، إذا يعبر بها حوالي 24 كابلًا بحريًا.
وأضاف أن مصر تعتبر أحد أكبر المعابر الرقيمة العالمية للإنترنت والبيانات العالمية.
وأختتم خبير أمن المعلومات وتكنولوجيا الإتصالات، أن حدوث ذلك وفقًا للأخبار المتداولة بانقطاع الإنترنت حول العالم في 11 أكتوبر/تشرين الأول غير منطقيًا، وأن إمكانية حدوثه ضئيلة جدًا، وإن حدث سيكون بشكل عرضي طفيف جدًا ومحدود للغاية، يمكن أن يؤثر على بعض الخدمات والمواقع وسرعة الإنترنت وليس بشكل كلي، إذا أن 90% من خدمات الإنترنت تمر عبر الكابلات البحرية في شكل مسارات موثقة وحمية وتتعدد أطرافها وبشكل تبادلي وليس بشكل مركزي ليتم الانقطاع المذكور بشكل مركزي.