الجندي الآلي... هل سيشارك في الحروب قريباً؟

الجندي الآلي... هل سيشارك في الحروب قريباً؟

حلّت الآلة مكان الإنسان في معظم مجالات العمل فلمَ لا تحلّ أيضاً مكان الجنود؟ هل كان من المستحيل على الإنسان إرسال طائرات من دون طيار للمشاركة في العديد من الحروب المندلعة حول العالم؟ حتّى وإن كنّا نظنّ ذلك في السابق إلّا أنّ الوقائع أثبتت لنا أنّه ما من مستحيل في وجه التقنيات الحديثة ما يدفعنا إلى التساؤل عمّا إذا كنّا سنرى جنوداً آليين قريباً في الحروب.

بعد كافة التطوّرات التقنية التي انبهرنا بها مؤخّراً قد يكون الجندي الآلي أقل ما يمكننا توقّعه في ساحات المعارك. فهل بإمكانك أن تتصوّر مثلاً جيشاً لا يُهزم، يقضي على خصمه البشري من دون أن يتعرّض بنفسه إلى خدش واحد؟ نعم، قد تكون مفيدة هذه الجنود التي يعمل العلم على تطويرها لكسب المعارك ولكن ماذا عن قيمة الإنسان؟

من الطبيعي ألّا تتمتّع الجنود الآلية بضمائر أو مشاعر، فحتّى وإن كان الجندي البشري مأموراً بالقتل فقد يضعف ويتعاطف مع بكاء طفل أو دماء جريح أو جثة قتيل، ولكن هل ستنكسر الآلة عاطفياً أمام مشاهد القتل والإجرام؟ بالطبع لا!

من هنا نقف أمام منعطفين، الأوّل يرشدنا إلى تطوّر تقني مبهر قد يكون أعظم إنجازات البشر والجيوش التي تخوض الحروب. أمّا المنعطف الثاني فيقودنا إلى التفكير بمصير المعتدى عليه الذي سيضطرّ لمواجهة آلة لا تعرف معنى التحفّظات الأخلاقية أو الرحمة وكلّ همّها هو تنفيذ عملية القتل بسهولة من دون أي رادع قد يقف في طريق ما أُمِرَت به.

نحن مع التطوّر التقني ومع استخدام الجندي الآلي إذا كان لا بدّ من ذلك، ولكن على المطوّرين لهذه الآلات أن يدركوا مسبقاً خطورة ما يقدّمونه في زمن لم يعد رابط الدم حتّى يقف عقبة في طريق الإجرام والقتل. كما أنّ عليهم سنّ القوانين التي تنظّم عمل هذا النوع من الجنود وتحديد في بنود عالمية متّفق عليها دور هذه الآلات ونطاق عملها كي لا يغيب الضمير وتمحى شعوب بأكملها عن وجه الأرض بطلقة نارية مسيّرة. 

الكاتب: ربى هاشم
المزيد