الإكزوبلانتس، أبعد من النّظام الشّمسيّ (Exoplanets)

الإكزوبلانتس، أبعد من النّظام الشّمسيّ (Exoplanets)

لطالما سمعنا بأن الكون أوسع من ما نتخيَّل وما زلنا حتّى يومنا هذا نكتشف مناطق جديدة فيه تحتوي على مجرّات هائلة، نجوم وكواكب تُشكّل أنظمة شمسيّة يشبه البعض منها نظامنا الخاصّ والبعض الآخر يبعد كل البعد. كل الكواكب التي تنتمي لهذه المجموعات الشّمسيّة، وهي تسمّى كذلك بسبب دوران كواكبها حول نجمة شبيهة بشمسنا إلى حدٍّ معيّنٍ، يُطلَق عليها إسم إكزوبلانتس (Exoplanets) ما يعني كوكب خارج نظامنا الشّمسيّ ويدور حول نجمة أخرى.

تنتشر في كل أرجاء الكون مليارات المجرّات التي تحتوي على مليارات النّجوم والمجموعات الشّمسيّة إذاً من المنطقي أن نفترض أن مليارات ومليارات من الإكزوبلانتس تتوزّع في كل الإتّجاهات وحتّى الآن إكتشفنا منها رقم قليل نسبيّاً يوازي بضعة آلاف لكن يزداد هذا العدد يوميّاً مع البحث المستمر عن تلك الكواكب إلى جانب التّفتيش المستمر أيضاً عن الحياة خارج كوكبنا. تجدر الإشارة إلى أن الكواكب التي تسير في الفضاء من دون أن تدور حول نجمٍ معيّنٍ تُعرَف بالكواكب الشّاردة (Rogue Planets) و يختلف تصنيفها عن الإكزوبلانتس.

الإكزوبلانتس

آخر المعلومات عن الإكزوبلانتس

إكتُشِف أوّل هذه الكواكب في عام ١٩٨٨ لكن تأكَّد أوّل إكتشاف في سنة ١٩٩٢ ومع بداية شهر تموز من العام ٢٠١٧ تخطّى عدد الإكزوبلانتس المؤكّدة ٣٥٠٠ كوكب بالإضافة إلى ما يفوق ٥٠٠٠ آخرون تُجرى عمليّات التّأكّد منهم. إستخدمت ناسا (NASA) منظار هاربس (HARPS) منذ العام ٢٠٠٤ وساعد هذا الأخير على إيجاد مئة كوكب تقريباً لكن ومع تطوير تلسكوب كيبلر الفضائيّ (Kepler Space Telescope) ووضعه في مدار الأرض في سنة ٢٠٠٩، تمكّنت وكالة الفضاء الأمريكيّة من إكتشاف ما يفوق ٢٠٠٠ كوكب وما زالت آلاف أخرى في مرحلة التّأكيد لكن ٨٩% منها شبه مؤكّدة تقريباً.

الإكزوبلانتس

كل هذه الكواكب التي تأكّدنا منها تتوزّع في أرجاء مجرّة درب التّبانة (Milky Way) التي تضمّ نظامنا الشّمسي أيضاً، لكن تمكّن العلماء من إكتشاف عددٍ قليلٍ من هذه الأجرام الفضائيّة في أقرب المجرّات إلينا.

أقرب إكزوبلانت إلى كوكب الأرض يُسمّى بروكسيما سنتوري بي (Proxima Centauri b) وهو يدور حول أقرب نجمة إلى الشّمس وتُعرف ببروكسيما سنتوري.

أشهر طريقة إكتشاف الإكزوبلانتس

الإكزوبلانتس

تُراقب تلسكوبات معيّنة آلاف النّجوم في الوقت نفسه ومع مرور الكوكب من أمام نجمته الأمّ، أيّ بينها وبيننا، يحجب قسماً صغيرًا من الضّوء الذي يلتقطه المنظار ويسجّل حينها هذا الأخير صورة لهذا الحدث، و تُعرف هذه الطّريقة بتقنيّة مراقبة العبور (Transit Monitoring Technique). من خلال الصّورة، يتمكّن العلماء من تحديد عدّة خصائص يتمتّع بها هذا الكوكب كحجمه و وزنه التّقريبي اللّذان يسمحان بتقدير نوعه، صخريّ أو غازيّ. مع المزيد من المراقبة، نتمكّن من إكتشاف مزاياه الكيميائيّة، إمكانيّة وجود مياه سائلة على سطحه، تركيبة غلافه الجوي وما مدى بُعده عن نجمته من خلال دراسة توقيت مداره.

الإكزوبلانتس

كل هذه المعلومات تَهدُف نحو التّأكّد إن كان هذا الكوكب جاهز ومناسب لتطوّر أي نوع من الكائنات الحيّة عليه وحتّى الآن، ومع إكتشاف العديد من المرشّحين، لم نتمكّن من إيجاد حياة على كوكب غير الأرض، لكن البحث مستمرّ. تتوجّه حاليّاً الأنظار نحو ثلاثة كواكب وهي كيبلر ٦٢اف (Kepler 62F)، كيبلر ٤٤٢بي (Kepler 442B) وكيبلر ١٨٦اف (Kepler 186F) إذ هي أكثر المرشّحين إمتلاكاً لكل الخصائص المطلوبة كي تعيش وتتطوّر كائنات حيّة عليها.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد