كشفت دراسة أكاديمية عن 200 حالة من العنف المنزلي كانت المرأة فيها هي المحفزة للعنف، وهي التي بدأت به؛ حيث إن أغلب التبريرات لعنف المرأة في المنزل يعود إلى أنها تدافع عن نفسها أمام اعتداء الرجل، إلا أن تلك الدراسة تثبت العكس؛ حيث تثبت أن هناك بلاغات من الرجال تفيد بالاعتداء عليهم تكاد تساوي في العدد بلاغات النساء كذلك، وبسبب العنف الكبير الواقع على المرأة، دائماً نلقي الضوء على المرأة وننسى أن هناك رجالاً يمارس ضدهم العنف أيضاً فالعنف ضد الرجل حالة موجودة في مجتمعنا لا يمكن إنكارها أو إخفاؤها رغم تكتم أغلبية الرجال عما يتعرضون له من إساءة وإهانة من قِبَل زوجاتهم، وذلك لكي يحافظوا على رجولتهم وكبريائهم ولئلا تهتز صورتهم أمام الناس.
تفيد بعض الإحصائيات أن 5 من 10 رجال يتعرضون للعنف في العالم العربي حسب الإحصائيات التي تصرح بها جمعيات محاربة العنف؛ لأن معظم الرجال المعنفين يفضلون التزام الصمت خوفا من نظرة المجتمع، رغم أن بعضهم يكسر جدار الصمت إذا وصل العنف لدرجة الإيذاء البدني، وقصص الرجال الذين يتعرضون للعنف من طرف عائلة الزوجة أو حالات من يطرد من بيت الزوجية كثيرة، كما أن عددا غير قليل يحرمون من راتبهم لاستحواذ الزوجة عليه وهذا أيضا نوع من أنواع العنف، ويمكن القول بأن العنف النفسي والمعنوي الذي يحط من كرامة الرجل أمام الغير هو أكثر أشكال العنف انتشارا.
وهناك ايضا دراسة مصرية، صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، واعتمدت على نتائج أبحاث قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي- أشارت إلى أن أكثر من 50% من الأزواج المصريين، هم ضحايا عنف زوجي، يتعرضون للضرب والإهانة من زوجاتهم غير المتعلمات في أغلب الأحوال.
الدوافع النفسية
وعن الأسباب النفسية التى تؤدى إلى انتشار ظاهرة العنف ضد الرجل وكيفية حلها، قالت الدكتورة زينة زايد، أخصائية علم النفس، من الأسباب الرئيسية التي قد تدفع المرأة لضرب زوجها هو ضعف شخصيته، فضعف شخصية الرجل وعدم تحكمه في زمام الأمور وقيادة الأسرة هو الذي يجعل المرأة الطرف الأقوى في العلاقة خصوصا إذا صاحب ذلك ضعف بنية الرجل مقابل ضخامة بنية المرأة.. عندئذ قد لا تتوانى المرأة في استغلال هذه الميزة من أجل التحكم في الرجل وتحريكه وفق إرادتها ورغباتها وفي حال حاول الوقوف في وجهها فإن مصيره هو اللجوء للعنف المعنوي وأيضا الجسدي إذا لزم الأمر.
كما يمكن أن تعود أسباب العنف ضد الرجل للظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة وانعدام قيم الاحترام والمودة بين الزوجين.
ويمكن للعنف أن يتحول إلى ظاهرة إذا كان الزوج يعنف زوجته كل يوم فترد عليه هي الأخرى بنفس طريقته .. فيصبح الاثنان سببا وضحية للعنف.