قد يطال "التنمر" الحياة الزوجية، في غفلة من الزوجين، ولا يتنبه البعض إلى أن هذا "تنمر"، ويعتبرونه مجرد خلافات تحدث بين كل الأزواج، ويشكل عائقا أمام مستقبل الأسرة وسببا في فشل العلاقة الزوجية، وغياب التراحم والمودة، مما يؤدي إلى ما يُعرف بـ"الصمت الزوجي"، و"الاكتئاب الأسري".
تبين المستشارة الأسرية والتربوية ايفان الحايك أن التنمر الزوجي هو تعمد الزوج أو الزوجة إيقاع ضرر نفسي أو عاطفي أو جسدي على الطرف الآخر بدون أن يكون هناك سبب يدعو لذلك، فإن كان هناك سبب، يصبح الأمر عنفا زوجيا وليس تنمرا. كما أن ممارسة هذه السلوكيات أمام الأطفال الصغار تجعلهم يظنون أن هذه الطريقة هي المثلى لفرض الشخصية على الطرف الآخر.
والتنمر بين الزوجين من أهم أسباب الطلاق بين الزوجين، لما فيه من إهانات وعدم ثقة وردود فعل عنيفة. وقد يكون سبب التنمر الزوجي الخوف من الخيانة أو اكتشاف خيانة الطرف الآخر.
كما يقف حب السيطرة وراء العديد من المشاكل التي يمكن أن تصيب الزوجين، بينها التنمر، وذلك انطلاقا من الرغبة في البقاء محط أنظار الجميع. ويمكن للمعاناة من نقص ما في الشخصية أن يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، وبالتالي الميل للسيطرة على الآخر من أجل تعويض هذا النقص.
وتؤكد الحايك أنه من المفيد أن ينشغل الزوج بمزاولة أي هواية يحبها كرياضة المشي أو لعب كرة القدم، وإشراكه ببعض أمور البيت كشراء المستلزمات وإشعاره بأهميته، ومحاولة استيعاب ما يمر به من متاعب.
وبحسب الحايك، لا بد من اعتماد ثقافة الرحمة والمحبة والاحترام والتقدير والتفهم بين الزوجين بشتى الوسائل والسبل، وإن تطورت الأمور نحو الأسوأ، فلا بد من تدخل مصلح بينهما، واللجوء إلى مستشار أسري ليرشدهما إلى الحل، وإن لم يجد ذلك نفعا وبدأ المتنمر بالتمادي، فالفراق حينها هو الحل السليم.