لهذه الأسباب.. إياك أن تنبش في ماضي زوجتك!

لهذه الأسباب.. إياك أن تنبش في ماضي زوجتك!

يرى علماء النفس أن النبش في ماضي الزوجة لن يجدي نفعا، بل سيأزم العلاقة بين الزوجين ويزيد من غيرة الرجل الذي سيبدأ في تضييق الخناق على زوجته.

كما يشير خبراء العلاقات الأسرية إلى أن المرأة التي غالبا ما لا تلوم الرجل على ماضيه هي عكس الرجل، الذي ما إن يختار شريكة حياته حتى يبدأ في البحث والتنقيب عن الصغيرة والكبيرة في تفاصيل ماضيها، ما يعرض الحياة الزوجية لهزات.

ويقول علماء النفس إن هناك زوجات بمجرد ما يسردن لأزواجهن ماضيهن من باب تقديم البرهان على حبهن لهم، ومصارحتهم بجميع التفاصيل والأسرار عن حياتهن، حتى ينقلب عليهن أزواجهن ويصبحون يعدون عليهن الحركات، حتى أن كل حركة يقمن بها يعتبرونها حنينا إلى ذلك الماضي، ويتفجر الشك والسؤال حول الماضي ليصير سيلا يجرف الحاضر.

ويؤكد سيد صبحي، أستاذ الصحة النفسية في جامعة عين شمس، أن نفسية الزوجين الشرقيين تغلب عليها الغيرة، التي قد تكون محمودة إذا كانت معتدلة، أما إذا دخل الزوجان في دوامة البحث عن الماضي فإن هذه الغيرة ستتحول إلى غيرة مذمومة، تقضي على الاستقرار الأسري، إن لم يصل الأمر إلى الطلاق وتشتت العائلة.

ويرى الخبراء أن سرد الذكريات وكشف بعض تفاصيلها لشريك الحياة الزوجية يمكن أن يكون سببا في تحويل الحياة إلى جحيم لا يطاق، مشيرين إلى أنه كلما كان الحب أقوى وكانت العلاقة مدتها أطول فإن ذلك يؤدي إلى صدمة أكبر قد تفوق خيبة الأمل لتصل عند بعض الأشخاص إلى الإحباط، ويمكن أن يلجأ بعضهم إلى محاولة الانتحار.

التسامح في الحياة الزوجية

لذا ينصح خبراء علم النفس في حالة اكتشاف الزوج عن طريق المصادفة لهذه العلاقات السابقة وجوب التحلي بالتسامح والتفهم، لأن ذلك من شأنه أن يعزّز القدرة على المغفرة والنسيان، فمن المفترض أن كلا من الزوجين قد سأل عن الآخر وتعرف عليه خلال فترة الخطوبة.

ويقول أحمد الأبيض المختص التونسي في علم النفس إن النبش في تاريخ الزوجة ينطلق من زاويتين اثنتين؛ فإما أن يكون الزوج تقيا فيريد أن تكون زوجته على نفس الشاكلة ولا يريد ماضيا يطل عليه من حين إلى آخر ليعكر صفو حياته، لذلك من المفروض أن يختار زوجته بدقة.

وإما أن يكون شخصا يتصور أن الآخرين مخادعون مثله ويسقط ذاته عليهم، ولأنه مغامر يختار هذا الاتجاه ولا يستوعب أن يكون هناك شخص معتدل، وهو لا يصلح أن يكون زوجا.

ويضيف: أنه في بعض الأحيان لا يكون نبش الماضي سلوكا داخليا نابعا من ذات الزوج، وإنما تفرضه بعض المعطيات الخارجية التي تحدث في المجتمع مثل السلوكيات الخاطئة التي تنتهجها بعض النساء، ما يجعل الزوج يتساءل عن مدى استقامة زوجته وهل كان لديها ماض أم لا. وينصح الأبيض الأزواج “بتنسيب” الأمور وعدم ترك الشك يسيطر على عقولهم.

كما يرى عادل مدني أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر أنه على الزوج ألا يبدأ حياته الزوجية بالبحث عن القضايا والأمور والخبايا التي قد تهدم سعادته الزوجية، موضحا أنه على الزوجين أن يدركا أنَّ النبش في الماضي والبحث فيه قد يزرعان الشكوك ويولدان المشاكل والخلافات التي يصعب حلها.وينصح مدني الشباب المقبلين على الزواج بألا يكونون متشددين مع الفتيات اللاتي يتقدمون لخطبتهن إذا ما اكتشفوا أن لهن علاقات سابقة، كما يدعو الفتيات إلى ضرورة تجنُّب مواضع الشبهات، خاصَّة إذا كان الزوج يتصف بالشك والغيرة الزائدة عن حدها.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد