رغم أن ظاهرة تعدد الزوجات، لا تزال منتشرة في عدة أوساط قبلية وريفية في المجتمعات الخليجية، إلا أن الانفتاح الحضاري ساهم بشكل كبير في الحدّ من نمط الزواج المتعدد.
وبحسب صحيفة "العرب" قال فرحان العرفج الباحث الاجتماعي السعودي المختص في شؤون الأسرة، “تعدد الزوجات أمر شرعه الله لعباده مع القدرة، وفيه مصالح كثيرة للرجال والنساء جميعا لكن التغير الاجتماعي الذي تمر بها مجتمعاتنا غير الأفكار والسلوك ومنها تعدد الزوجات”.
وأضاف العرفج“لو اطّلعنا على التاريخ القديم لوجدنا الآباء والأجداد يعددون الزوجات رغم قلة الموارد المالية، ومع ذلك يتعايش الجميع في منزل الصغير ويكون بينهم شبه تفاهم وتآلف”.
واستدرك “لكن في ظل التغيرات الاجتماعية في العصر الراهن وما صاحبها من قناعات جديدة وقيود ومعايير في موضوع الزواج، أصبح هناك عزوف عن التعدد، وتراجعت ظاهرة تعدد الزوجات في المجتمع السعودي والخليجي بشكل عام، وأصبحنا نلاحظ ارتفاعا ملحوظا في نسبة العوانس بعد انخفاض معدلات الزواج الثاني”.
وتتفاوت النظرة لتعدد الزوجات بين الجيل الشباب باختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي وتأخذ أحيانا أبعادا وممارسات مختلفة تبيح للبعض من الرجال مجاراة نمط الزواج المتعدد
وذكر العرفج عدة أساب أدت إلى تراجع ظاهرة تعدد الزوجات، لعل أهمها “غلاء المعيشة وعدم القدرة على امتلاك أو تأجير مسكن، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الزواج، وخوف البعض من الخلافات والمشكلات بين الزوجات نظرا لعدم تقبل الزوجة لفكرة ارتباط زوجها بغيرها، وهذا قد تراه تقليلا من شأنها وقد تعتقد أن لديها عيبا مما جعله يتزوج عليها”.
وشدد على أن تشويه صورة التعدد من خلال ما يتم عرضه في المسلسلات وتصويره على أنه أشبه بالخيانة الزوجية، جعل الكثير من الفتيات يرفضن الارتباط من الرجل المتزوج وكذلك خوفا من الفشل.
واعتبر العرفج أن انشغال الزوج بالعمل وعدم قدرته على تحمل مسؤولية أكثر من أسرة تعد أيضا من العوائق التي جعلت الكثير من الرجال لا يفكرون في الارتباط بأكثر من واحدة.