دائما ما تكون مسائل الحب والانفصال معقدة، ويأخذ كل فرد وقته للمضي قدما مبتعدا عن الماضي. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن حسرة القلب تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف، ولكلا الجنسين طرق مختلفة للتعامل مع هذا الموقف.
يقول يانان وانغ -الكاتب بـ"واشنطن بوست" (Washingtonpost)- عندما يتعلق الأمر بالانفصال، فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن النساء محطمات بينما يمضي الرجال قدما بسرعة. لكن دراسة أجراها باحثون بجامعة "بينغهامتون" (Binghamton) وجامعة "كوليدج لندن" (London’s Global) كشفت أن الانفصال يؤثر على الرجال أكثر من النساء.
وقد وجدت الدراسة -التي استطلعت آراء 5 آلاف و705 أشخاص في 96 دولة- أن النساء قد يشعرن بحزن شديد في نهاية العلاقة، لكن الرجال يتعرضون لصدمة عاطفية أكبر بمرور الوقت.
وطُلب من المشاركين في هذه الدراسة -التي نشرت في مجلة "العلوم السلوكية التطورية" (Evolutionary Behavioral Sciences)- تقييم الألم العاطفي والجسدي للانفصال على مقياس من 1 إلى 10.
وأشارت الدراسة إلى أن المرأة تتأثر سلبا أكثر من الناحيتين العاطفية والجسدية بانكسار القلب. وصنفت المشاركات "معاناتهن العاطفية" على أنها 6.84% بعد الانفصال، بينما كان الرقم 6.58% للرجال. علاوة على ذلك، صنفت النساء "ألمهن الجسدي" على أنه 4.21% في المتوسط والرجال 3.75%.
ومن المثير للاهتمام أنه بينما تعاني النساء أكثر على المستوى العاطفي والجسدي بعد الانفصال، إلا أنهن يملن أيضا إلى التعافي بشكل كامل والخروج أقوى من هذه التجربة.
وفي حين أن النساء يوجهن مشاعرهن بشكل بناء ويملن إلى فهم أنفسهن واحتياجاتهن من العلاقة بشكل أفضل؛ فإن الرجال لديهم طريقة مختلفة تماما للتعامل مع الموقف.
ووفقا للدراسة فإن الرجال لا يستفيدون شيئا أو قد يلجؤون إلى الكحول أو تعاطي المخدرات أو العنف، وهم أقل عرضة للتوصل إلى أي نوع من الإدراك الشخصي. حيث يشير البحث إلى أن الرجال يستغرقون وقتا أطول من النساء ويكافحون أكثر للمضي قدما.
يقول كريج موريس -عالم الأنثروبولوجيا وقائد الدراسة في المقال المنشور على "الواشنطن بوست" (The Washington Post)- "عندما ننتقل من الأرقام في الدراسة إلى القصص الفعلية، يمكنك أن ترى أن النساء يتحدثن بوضوح عن شيء ما في الماضي، لكن عندما تقرأ ردود الرجال، فلن تشعر أبدا بهذا الإحساس فالانفصال لديهم عبارة عن جرح دائم مفتوح، حتى لو كانوا متزوجين الآن ولديهم أحفاد".
ألم الرجال المستمر
يعزو موريس ألم الرجال المستمر إلى الثقافة العامة، ففي حين أن النساء عادة ما يكون لديهن أنظمة دعم اجتماعية قوية لتخطي الأوقات الصعبة، فمن النادر أن يعبر الرجال عن ضعفهم مع أصدقائهم.
يقول موريس، إذا ظهر رجل في إحدى الليالي وقال لأصدقائه جميعا أنا حزين نوعا ما ولن أستطيع اللعب معكم الليلة؛ فإنهم سيردون عليه "حسنا، نراك لاحقا".
ووفقا للدراسة فإنه من المثير للاهتمام أن فقدان الرجال لرفيقة جيدة قد لا "يضر" في البداية، ومع ذلك، فإنهم يبدؤون في الشعور بالألم بمجرد إدراكهم لخسارتهم التي لا يمكن تعويضها.