الرجال أم النساء.. من يتملك الحاسة السادسة؟

الرجال أم النساء.. من يتملك الحاسة السادسة؟

الحاسة السادسة هي الشعور بالحالة الداخلية لجسمنا، ويساعدنا هذا الشعور على تفسير الإشارات الداخلية التي تنظم الوظائف الحيوية في أجسامنا؛ مثل الجوع والعطش ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب.

وفق تقرير للباحثتين جينيفر مورفي المحاضرة في علم النفس في جامعة رويال هولواي بلندن، وفريا برنتيس طالبة الدكتوراه في معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل بجامعة كاليفورنيا، ونشره موقع "ذا كونفرزيشين" (THE CONVERSATION) و"ساينس أليرت" (science alert). قالت الباحثتان إنه رغم أهمية الإدراك الداخلي لجميع جوانب صحتنا، فلا يُعرف سوى القليل عما إذا كان الرجال والنساء يختلفون في مدى دقة إحساسهم بالإشارات الداخلية لأجسامهم.

للحصول على صورة أوضح قامت الباحثتان بدمج بيانات من 93 دراسة تبحث في الإدراك الداخلي لدى الرجال والنساء، وركزتا على الدراسات التي نظرت في كيفية إدراك الناس إشارات القلب والرئة والمعدة عبر مجموعة من المهام المختلفة.

على سبيل المثال، طلبت بعض الدراسات من المشاركين حساب دقات قلبهم، بينما طلب آخرون من المشاركين تحديد إذا كان ضوء وامض قد حدث عندما تقلصت معدتهم، أو اختبروا إذا كان بإمكانهم اكتشاف اختلاف في أنفاسهم أثناء التنفس في جهاز يجعل الأمر أكثر صعوبة.

وكتبت الباحثتان "وجد تحليلنا أن الحس الداخلي يختلف في الواقع بين الرجال والنساء؛ كانت النساء أقل دقة بشكل ملحوظ في المهام التي تركز على القلب (وإلى حد ما المهام التي تركز على الرئة) مقارنة بالرجال".

رغم أننا وجدنا اختلافات كبيرة بين مهام ضربات القلب، فإن نتائج المهام الأخرى كانت أقل وضوحا، وقد يكون هذا بسبب نسبة صغيرة فقط من الدراسات التي نظرت في إدراك الرئة والمعدة، وقد يكون من السابق لأوانه معرفة إذا كان الرجال والنساء يختلفون في إدراكهم هذه الإشارات.

وتقول الباحثتان "بينما نعلم أن هذه الاختلافات موجودة، فما زلنا لا نعرف الذي يسببها. لدى الباحثين بعض النظريات، بما في ذلك التغيرات الفسيولوجية والهرمونية المميزة التي يمر بها معظم الرجال والنساء. قد يكون أيضًا بسبب الاختلافات في عدد الرجال والنساء الذين يتم تعليمهم التفكير في عواطفهم أو إشارات التحسس مثل الألم".

قد يكون الفهم الأفضل لجميع العوامل التي تؤثر على القدرة البينية (interoceptive ability) -الحاسة السادسة- أمرا مهما لتطوير علاجات أفضل في يوم من الأيام للعديد من حالات الصحة العقلية.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد