لا شك أن الخيانة الزوجية تسبب شعورا عميقا بالألم، وعادة ما يؤدي اكتشاف وجود خيانة زوجية لأول مرة إلى ظهور مشاعر قوية لدى كلا الشريكين مثل الغضب أو ردة فعل مشابهة أو الإحساس بالعار أو الاكتئاب أو الإحساس بالذنب أو تأنيب الضمير. ورغم أنه من الصعب عادة في هذا الوقت التفكير بوضوح كاف لاتخاذ قرارات طويلة الأمد، إلا أن أغلبية الشركاء يفضلون الاستمرار في العلاقة الزوجية درءا للفضيحة وخوفا من نظرة المجتمع إذا قرر أحدهما الطلاق، خصوصا إذا كانت الزوجة التي تلقى على عاتقها مسؤولية خيانة زوجها لها.
وتشير الدكتورة إيمان عبدالله، أستاذة علم النفس التربوي، إلى أنه لإعادة الثقة بين الزوجين بعد الخيانة لا بد من اتخاذ خطوات عملية وجادة، مؤكدة أن الثقة لا تأتي بين عشية وضحاها.
ونصحت استشاري علم النفس الشريك الخائن بالمبادرة بالاعتراف بخيانته، خصوصا في حال شك الطرف الثاني، موضحة أن الكذب يؤدي إلى فقدان الثقة للأبد، فعلى كليهما الاعتراف والبدء بالصراحة والمصارحة بوجود الخطأ، ولأن الخيانة ليس لها تبرير، فعلى الخائن أن يوضح الأسباب الحقيقية لخيانته وعليه أن يجيب على كل أسئلة الطرف الآخر كاملة.
امنح نفسك فرصه
وينصح مستشارو العلاقات الأسرية بالتريث وأخذ بعض الوقت قبل اختيار مواصلة الزواج أو إنهائه، وبأخذ الوقت الكافي للتعافي وفهم ما كان وراء هذه الخيانة.
ويمكن أن تساعد الاستشارات الزوجية على وضع العلاقة الجديدة في منظورها الصحيح وتحديد الأمور التي قد تكون أسهمت في حدوث هذه العلاقة وتعلّم كيفية إعادة بناء وتقوية الزواج وتجنب الطلاق.
تحذير اللأزواج
وتعتبر الخيانة أحد أهم الأسباب التي تقضي على العلاقة بين الرجل والمرأة. لكن أحد أخصائيي علم النفس الألمان يحذر الأزواج من إنهاء علاقاتهم مباشرة بعد سقوط أحدهم في فخ الخيانة، مقدما لهم بعض النصائح لإنقاذ علاقتهم.
ويعتبر ديرك ريفينستورف أن الخيانة بمثابة عرض لأزمة عميقة تستوجب الحل. ويبدأ الحل حسب المختص في علم النفس بطلب الشريك الذي قام بفعل الخيانة الصفح من الشريك الآخر.
وينصح الأزواج بتكثيف الحوار والحديث مع بعضهم البعض للتغلب على المشاكل التي يمكنها أن تدفع إلى الخيانة. كما في كتابه بعض المقترحات لإنعاش العملية الحميمية بين الأزواج الذين استسلموا لروتين العلاقة الزوجية، لأن فتور العلاقة الحميمية، وفق اعتقاده، من بين الأسباب التي تدفع الأزواج للخيانة.
ويصر البعض على أن الثقة العاطفية في أي شخص آخر غير شريك الحياة هي خيانة. وتظهر الأبحاث أن مثل هذه الخيانة العاطفية تميل إلى أن تكون أكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى النساء، بينما يعتبر الرجال التفاعل الجنسي جريمة أكبر، وفي الاستطلاعات تتنوع تعريفات الشركاء لما يشكل خيانة عاطفية على نطاق واسع، ما يؤدي إلى سوء فهم، لكن الشعور بأن الشريك قد يصبح أكثر تكريسا لشخص آخر غير نفسه هو أمر أساسي للقلق بشأن الخيانة العاطفية.
وتؤكد البيانات تضاعف فرص حصول الخيانة في العلاقات العاطفية في بعض المجتمعات المتحررة، وحتى في المجتمعات المحافظة.
وتظهر الإحصائيات أن 50 إلى 65 في المئة من المشاكل التي يذهب بسببها الأزواج أو شركاء الحياة إلى استشاريي العلاقات الزوجية، تكون بسبب الخيانة. كما أظهر استطلاع في ألمانيا أن 70 في المئة من المستجوبين، من الرجال والنساء، قالوا إن صفة الوفاء في العلاقة بين المرأة والرجل هي إحدى أهم الصفات لنجاح واستمرار العلاقة العاطفية. لكن في المقابل، أظهرت إحصائيات أخرى أن رجلا واحدا من أصل خمسة رجال خان شريكة حياته خلال السنوات الثلاث الأخيرة في ألمانيا.