الذكاء العاطفي .. سر نجاح المميزين في العمل!

الذكاء العاطفي .. سر نجاح المميزين في العمل!

هل تفهم مشاعرك ومدى تأثيرها على اتخاذ قراراتك؟ هل تسببت مشاعرك في التشويش على حكمك من قبل؟ يتميز القائد الناجح بالقوة والحسم ولكن ماذا عن الذكاء العاطفي؟ قد يبدو الأمر بعيدًا عن الأعمال والإدارة ولكنه على علاقة وطيدة ومباشرة به بل إن مستوى الذكاء العاطفي لدى المدير أو القائد يؤثر على قدرته على الحسم والقوة.  

يساعد القائد في فهم مرؤوسيه:

يجب أن يتمتع "القائد الحقيقي" بقدرٍ كافٍ من الذكاء العاطفي كي يساعده في فهم مرؤوسيه ولكن لسوء الحظ يعتقد بعض الموظفين أن رؤسائهم سيئون للغاية مما تسبب في عدم ارتباطهم بمكان العمل. وأدت هذه المشكلة إلى أن تفقد القوى العاملة الأمريكية أكثر من 400 مليار دولار أمريكي من إنتاجها السنوي.

أسوأ المديرين :

أسوأ المديرين الذي يفتقر إلى التعاطف أو الذكاء العاطفي، ومع ذلك يجهل أنه يحتاج إليه بسبب نمط سلوكه النرجسي الذي لا يسمح له أن يرى سوى معتقداته وانحيازاته. 

ولا يتسبب المدير المفتقر للتعاطف في تثبيط الموظفين حوله فحسب بل إنه يحول حياة الموظف الذي لديه طموح وآمال إلى جحيم. 

على مر العشرين عامًا الماضية، تغير عالم الأعمال بمكوناته المختلفة جذريًا بسبب التكنولوجيات المتقدمة ولكن عنصرًا واحدًا ظل ثابتًا: معدل الرضا عن العمل المنخفض، 64% من الموظفين الذين يحصلون على رواتب تتجاوز 100.000 دولار أمريكي ما زالوا لا يشعرون بالرضا اتجاه عملهم.

 

التواصل مع الموظفين:

يعتبر التواصل والاستماع إلى الموظفين واحدًا من أهم عناصر الذكاء العاطفي ويساعد في فهم مشاعرهم والنتائج المترتبة عليها. فعلى سبيل المثال، قد يصاب أحد أفراد عائلة موظفك بمرض خطير يجعله يشعر بالضغط والتوتر مما قد يؤثر على أدائه في العمل. فإذا كنت من الرؤساء الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي، ستتحدث مع هذا الموظف وتقترح عليه كيفية تنظيم المهام الموكلة إليه أو إرجائها لحين أن يكون مستعدًا للعمل بكامل تركيزه.

وقد تجد بعض موظفيك يعانون من أمراض نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والقلق المزمن، حينها يساعدك ذكاؤك العاطفي على إدراك حاجتهم إلى الدعم والمساعدة الاحترافية. 

أهمية الذكاء العاطفي في فهم موظفيك:

 إلى جانب تلك الأمور الصحية الخطيرة، تظهر أهمية الذكاء العاطفي في المعاملات اليومية بين المدير والموظفين. فعندما تفهم شخصيات الموظفين ومشاعرهم اتجاه بعضهم البعض، يمكنك توقع المشاكل بينهم وتجنبها وتقسيم الموظفين بشكل أفضل إلى فرق للعمل لأنك تعلم من سيندمج مع من. كما يمكنك تحسين أسلوب إداراتك للحصول على أفضل أداء من الموظفين.

ويعد الذكاء العاطفي من العوامل الهامة عند قرار تعيين موظف جديد لأنك ستراقب كيف يتعامل كل مرشح مع الموظفين الآخرين.

كما أنه من الجيد أن تطلب من موظفيك المساعدة في عملية التوظيف في حالة معاملتهم مباشرةً مع الموظف الجديد حيث سيصل لهم شعور بإنك تقدر رأيهم وتعتمد عليهم لبناء فريق العمل (وهذا يعكس الكثير من الذكاء العاطفي.) 

 يجب أن يتمتع القادة والروؤساء بالقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة في أماكن عملهم، أو في أدوارهم الخاصة ودور أعضاء فريقهم. فقد ذكر الرئيس الصيني شي جبن بينج ذات مرة في معرض للتوظيف أن الذكاء العاطفي سيمكن الفرد من أن يكون أكثر قدرة على التكيف في المجتمع، وهذا أمر منطقي. فعندما تكون على وعي بعواطفك وتتمكن من إداراتها وتفهم مشاعر من حولك، ستكون لديك قدرة على التكيف في عالم دائم التغير، وربما تصبح قائدًا ناجحًا فيه.

وفقًا لمجلة هارفارد بيزنس ريفيو Harvard Business Review، يعتبر الذكاء العاطفي مهارة قيادية أساسية ولكي يصبح القائد فعالًا، يجب أن يكون بارعًا في إدارة علاقاته بطريقة إيجابية. 

جمع الباحثان دكتور جاك زينجر والدكتور جوزيف فولكمان، المؤسسان لشركة زنجر فولكمان لتطوير القيادة والتدريب، أكثر من 100000 تقرير مباشر من موظفين في مئات الشركات والمؤسسات المختلفة عن رؤسائهم في العمل واكتشفا تسع سمات رئيسية يمتلكها أنجح القادة.

فيما يلي بعض الأمثلة الأكثر ارتباطًا بالذكاء العاطفي:

  • إلهام وتحفيز من حولهم.

  • التركيز على التعاون بين أعضاء فريق العمل مما يخلق روح من التآزر وتجربة أفضل للموظفين.

  • التصرف بنزاهة وأمانة مع كل موظف في فريق العمل. 

  • بناء الثقة التي تنبع من التصرف المستمر بنزاهة وصدق.

  • تطوير الآخرين ودعمهم بالإضافة إلى الاحتفال الدائم بنجاحات الموظفين وتشجعهم على تعلم المزيد وتطوير مهاراتهم.

  • بناء علاقات باستمرار وتقدير كل موظف في فريق العمل واهتمامته.

 

الكاتب: حنين بطاح
المزيد