بعد تمكن الملل من الحياة الزوجية التي أصبحت فريسة له ولكل سلبياته، وبعد أن اتسعت الفجوة بين الزوجين، وبعد أن جمعتهما مشاكل الأبناء وثقل المسؤوليات التي تقع على عاتق كل منهما فقط، وبعد أن ضاعت الألفة والسكينة يحدث ما يسمى بالإنفصال العاطفي، وفي زيجات أخرى يحدث الطلاق والأسباب عديدة ولكل زيجة ظروفها الخاصة بها وبأطرافها.
والسؤال الآن هل الانفصال العاطفي بين الزوجين أفضل من الطلاق؟
بداية يجب توضيح الفرق بين الإنفصال العاطفي والطلاق، فكل منهما يعد إنفصالا ولكن هناك فرق بينهما، فالإنفصال العاطفي يعني إنفصال الزوجين عاطفيا عن بعضهما البعض وهم في نفس العلاقة ونفس المنزل ونفس المسؤوليات ولكن فعليا لكل منهما عالمه الخاص به الذي يتيه فيه بعيدا عن الآخر، أما الطلاق فهو إنتهاء العلاقة الزوجية بين الزوجين وعدم بقائهما معا في منزل واحد فالعلاقة الزوجية بين الزوجين منتهية شكلا وموضوعا
أيهما أفضل الإنفصال العاطفي أم الطلاق؟
تعددت الآراء، فبعض الأزواج يرضون بالإنفصال العاطفي من أجل الحفاظ على المظهر الإجتماعي وعلى أبنائهم فيقبلون بحياة باهتة لا روح فيها ولا مشاعر للبقاء في المنزل لتربية الأبناء وإحتوائهم وحل مشاكلهم معتقدين أن ذلك هو أنسب الحلول وهو ما لا يمكن التسليم به، فالأبناء سيشعرون بالجفاء والحياة الفارغة التي يحياها الأبوين من أجل فقط إكتمال الصورة ولكن الصورة مشوشة وقد تؤثر على نفسية الأبناء الذين يحلمون بمنزل دافئ وأبوين متحابين ومتفاهمين وحياة أسرية يشعرون فيها بالأمان والدفء والإحتواء
وفي حالة الطلاق وبخاصة التي يكون فيها طرفيه على قدر من الوعي والثقافة والعلم، يتم الطلاق بصورة جيدة وبتفاهم الزوجين معا عليه وعلى شكل العلاقة مع الأبناء بعده وذلك بحفظ العلاقات الطيبة بين الطرفين حفاظا على نفسية الأبناء، ولذلك فالطلاق الإيجابي قد يكون أفضل من الإنفصال النفسي في بعض الحالات والفيصل في ذلك سلوك الطرفين في الحالتين وإنعكاساته على الأبناء
ويرى البعض أن الطلاق قد يكون أفضل من الإنفصال العاطفي بين الزوجين، فالأخير يعد بمثابة قنبلة موقوتة بين الزوجين من الممكن أن تنفجر في أي وقت بسبب الضغوط النفسية التي يتعرضان لها وهنا لا يمكن التنبؤ بحجم الكارثة على الزوجين وأبنائهما