يقول خبراء علم النفس أن الطفل يحتاج إلى خمس سنوات ليكتمل بناؤه النفسي، حتى يصبح قادرا على التعامل بأريحية مع المولود الجديد، وهو ما يدحض الفكر القائل بأن الأبناء يجب أن يكونوا متقاربين في السن حتى يكبروا مع بعضهم بعضاً وتكون أفكارهم أكثر تقاربا وانسجاما.
وتخيّر العديد من الأمهات تأجيل إنجاب الطفل الثاني لقناعتهن أن فارق العمر الكبير بين الإخوة سيقلل الغيرة بينهما ويجعلهما أكثر نضجا وتفهما لمتطلبات كل منهما، ذلك أن من سلبيات تقارب فترات الإنجاب الشعور بالغيرة من المولود الجديد الذي يتولد لدى الأخ الأكبر، وأن الطفل الأكبر بسبب عمره الصغير لن يكون قد تعلم بعد أهمية المشاركة فيرفض مشاركة المولود الجديد الألعاب أو الغرفة.
ويشير خبراء العلاقات الأسرية إلى أن وجود فجوة عمرية صغيرة بين الأطفال تعني أن الطفل الأكبر لا يزال في حاجة إلى الكثير من الاهتمام، فهو غير مستقل بما فيه الكفاية وليس مستعدا عاطفيا للتعامل مع طفل جديد، وهذا يؤدي بشكل عام إلى أن تمر الأسرة بوقت فوضوي صعب على الآباء والأطفال أيضا.
أما إذا كان الفارق كبيرا فإن الأكبر يكون أكثر استقلالية، ويمكنه إرجاء طلباته أحيانا فتكون الأولوية للطفل الأصغر، كما يمكن أن يشارك الطفل الأكبر في رعاية شقيقه، وتقلّ مشكلات الغيرة بينهما، ويكون لدى الأم فرصة أكبر للتعافي من المشكلات الصحية التي يُحدثها الحمل.
وعموما يحتاج الأطفال إلى وجود رفيق لهم في المنزل، يشاركهم ألعابهم وأوقاتهم وهو دور يصعب على الوالدين القيام به، كونهما لا يمكن أن يتفرغا تماماً للطفل، ولهذا يظهر عليه شعوره بالوحدة وبعض التصرفات الغريبة كأن يبكي من دون سبب، وأن يترك ألعابه والكثير من الأنشطة لفشلها في تسليته لأنه يبحث عن رفيق.
ويرى خبراء علم النفس أن الفارق المثالي في العمر بين الإخوة لا يجب أن يتجاوز 5 سنوات ولا أن يقل عن سنتين.
وتشير دراسات علم النفس إلى أنه يمكن للأشقاء أن يكونوا أصدقاء مهما كان الفارق العمري بينهم. كما تؤكد الدراسات الاجتماعية أن شكل علاقة الأشقاء يتوقف على عوامل أخرى مثل دور الوالدين وعمرهما ووضعهما المالي في المراحل المختلفة من حياة الأسرة وجنس الأطفال والبيئة الاجتماعية المحيطة وترتيب الأطفال في الأسرة وشخصية كل طفل والقيم التي يتعلمها، وينصح خبراء علم الاجتماع بتعزيز البيئة التي تتيح الانسجام بين الأطفال ليشعر كل أفراد الأسرة بالاحترام والمحبة.