عندما يتعلم طفلك الكتابة، قد تبدو الحروف الفوضوية طبيعية. ولكن أن تستمر حالة الفوضى لدى الطفل لعدة سنوات، فقد لا يعني ذلك أن طفلك من أصحاب الكتابة اليدوية السيئة فحسب، وإنما يحتاج إلى تدخل علاجي لحل المشكلة.
في التقرير التالي سنقدم للآباء والأمهات ما يجب معرفته عن أعراض خلل الكتابة والتشخيص والعلاج.
عسر الكتابة (Dysgraphia) هو عدم القدرة على الكتابة بخط واضح في الوقت المناسب، على الرغم من التدريس الكافي والتحفيز والصحة العقلية والجسدية التي تبدو نموذجية، وكذلك ضعف التهجئة، والكتابة البطيئة، وعدم القدرة على تركيب الكلمات وكتابتها بصورة صحيحة ومنظمة، ويصنف ضمن الإعاقات وصعوبات التعلم.
وكما أوضح المؤلفان بروك إيدي وفيرنيت إيدي في كتابهما "الطفل المصنف خطأً" (The Mislabeled Child)، أن تشخيص عسر الكتابة ليس شائعًا، رغم أن طفلا من كل 5 أطفال يعاني من صعوبات جمة في التعبير عن نفسه من خلال الكتابة اليدوية.
وعلى الرغم من أن الحالة شائعة جدا، فإنه نادرا ما يتم الحديث عنها بين الأمهات وربما في المدارس أيضا. لذلك إذا لم تسمع بهذا المصطلح من قبل، فأنت لست وحدك. إليك كل ما تحتاج لمعرفته عن عسر الكتابة.
تشخيص عسر الكتابة
إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من خلل في الكتابة أو مشكلة في التعبير الكتابي، فإن الخطوة الأولى هي إخطار مدرسة طفلك كتابيا برغبتك في تقييمه.
عادة ما يساهم العلاج الوظيفي (Occupational Therapy) في مساعدة الطفل على تقوية عضلات اليد والتحكم في طريقة الكتابة، والالتزام بالتباعد بين الكلمات والسطور، لكن ربما يحتاج الطفل أيضا للعرض على أخصائي علم النفس العصبي لمعرفة أسباب خلل الكتابة.
علاج عسر الكتابة
لا يوجد علاج لعسر الكتابة، لكن هناك مجموعة من النصائح التي قد تساعد طفلك في التعبير عن نفسه بالكتابة بطريقة منضبطة.
إذا كانت مشكلة طفلك تتعلق بعدم قدرته على التعبير بالكتابة، فيمكن أن يتحول للكتابة عبر لوحة مفاتيح الحاسوب، مع الحرص على السماح للطفل باستخدام الأصابع الأكثر راحة، وسوف تتقدم سرعة كتابته بمرور الوقت.
إذا كانت مشكلة طفلك في الكتابة على السبورة، فيجب مناقشة معلمه في المدرسة، وتوصيته بعدم تعريضه للحرج أمام الزملاء، لأن الارتباك وعدم الثقة من أسباب عسر الكتابة لدى البعض.
يمكن استخدام ورق الرسم البياني للكتابة، لأنه يقسم الصفحة إلى مربعات صغيرة، مما يساهم في وضع حدود واضحة أمام الطفل أثناء الكتابة.
ينبغي أن يحرص الآباء على عدم إثقال الطفل بعبء كتابة النصوص الطويلة، يمكن أن يكتفي المعلم/ الأم بمساعدة الطفل على الكتابة لمدة دقائق معدودة، لا سيما إن لوحظ أن الطفل يشعر بألم في يده بعد الكتابة.