قال الخبراء إن إنجاب طفل واحد يعني أن الآباء يفقدون فرصة إنجاب ولد وفتاة على الأقل، وهو ترتيب تميل أغلب الأسر إلى تفضيله منذ نصف قرن أو أكثر. ومن المرجح بشكل عام أن يتوقف الأزواج عن إنجاب الأطفال بمجرد إنجاب طفل واحد من كلا الجنسين.
وقال الخبراء إنه في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعصف بالأسر في السنوات الأخيرة، ينحصر عدد الأبناء ويتقلّص سنويا، حتى أن العديد من الأسر باتت لا تنجب أكثر من طفلين. لكن هذه المقاربة خاطئة، لأن إنجاب طفل واحد ومن ثمّ التوقّف عن إنجاب الأطفال، من شأنه أن تحتّم ترعرع الولد دون إخوة وبالتالي انعدام المفهوم البنّاء للعائلة، حيث يوجد الإخوة كما يوجد الأب والأم والأجداد.
وأظهر المختصون أنه بمجرد أن يصبح من الطبيعي أن تنجب عددا أقل من الأطفال، يكون من الصعب للغاية تغيير هذا الاتجاه. وكشفت دراسة حديثة أن الزيجات تصبح أقوى بعد قدوم طفل للعائلة، وقال باحثون إن العائلة المؤلفة من بنتين جاءت في الصدارة بسبب سهولة الاتفاق معهما ولأنهما تلعبان بلطف، تلتها العائلة المؤلفة من صبي وبنت ثم العائلة المؤلفة من طفلين. واعتبرت العائلة المؤلفة من 3 أطفال أقل سعادة من غيرها.
وتوصلت دراسة أخرى أن معظم الآباء والأمهات يتفقون على أن الأطفال يرفعون مستويات التوتر لديهم، ويبدو الآن أن إنجاب أكثر من طفلين يمكن أن يضر بصحة الأمهات بشكل كبير.
ووجدت الدراسة التي أنجزتها جامعة كامبريدج أنه كلما ازداد عدد الأطفال لدى المرأة، ارتفع خطر تعرضها للإصابة بأزمات قلبية وسكتات دماغية وفشل عضلة القلب. وأشار الباحثون إلى أن الحمل والولادة يزيدان الضغط على القلب، في حين يرفع الأطفال من جهد الأمهات مع غياب القدرة على الاعتناء بأنفسهن. وأوضحت الدكتورة كلير أوليفر وليامز من جامعة كامبريدج “نعلم أن الحمل والولادة يضعان ضغطا هائلا على القلب، وأن تربية الأطفال يمكن أن تكون مرهقة للغاية أيضا”.
وارتبط وجود 5 أطفال أو أكثر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 في المئة. ووجد الباحثون أن النساء اللائي أنجبن ما بين 3 و4 أطفال، من المرجح تعرضهن لآثار صحية خطيرة، ولكن الزيادة الأكثر أهمية سجلت لدى اللائي أنجبن 5 أطفال أو أكثر.