توصلت نتائج دراسات عدة أن شعورك الداخلي بعمرك سواء كنت تشعر أنك أكبر أو أصغر من عمرك الحقيقي مسألة مهمة، ولها انعكاسات كبيرة على مستقبلك.
إن كنت ممن يشعرون أنهم أصغر من عمرهم الحقيقي فهذه علامة جيدة على صحتك العقلية، وعدم إصابتك بالشيخوخة الدماغية المبكرة، أما إن كنت ممن يشعرون بالعجز وكبر السن المبكر، فيظن العلماء أن ذلك علامة ليست جيدة، وأنت بحاجة إلى تحفيز دماغك كي لا تقل القدرات المعرفية لديك في المستقبل.
وبالتالي إن كنت تشعر بأنك أصغر سنا وأن عمرك الحقيقي لا يمثلك فهذه علامة جيدة جدا على صحتك العقلية، ويمكنك بالطبع مواصلة الشعور بهذا الشكل.
العمر الذاتي مقابل العمر البيولوجي
"العمر الذاتي" (Subjective age) هو مصطلح يستخدمه العلماء للإشارة إلى مدى شعور المرء بالعمر، والذي من الممكن أن يختلف بمرور الوقت، فقد نشعر أننا أصغر أو أكبر من عمرنا الحقيقي. والعمر الذاتي بذلك يختلف عن العمر البيولوجي أو الزمني الذي يعبر عن تاريخ ميلادنا وعمرنا في شهادة الميلاد.
عندما يبلغ الناس منتصف العمر أو مرحلة الشيخوخة، فهم عادة ما يعبّرون عن شعورهم بأنهم أصغر بـ10 أو 20 عاما من عمرهم البيولوجي.
وفي بحث نُشر في "مجلة جيروتولوجي" (The Journals of Gerotology) عام 2016 وجد الباحثون أن العمر الذي يشعر به المرء مؤشر أكثر أهمية للصحة البدنية والعقلية العامة من العمر البيولوجي. ويعد الشعور بأنك أصغر من العمر البيولوجي علامة على الصحة وانخفاض معدل الوفيات والاحتفاظ بالقدرات المعرفية.
وفي الدراسة طرح على الأشخاص سؤال ليجيبوا بإحدى هذه الإجابات: "أنا أصغر من عمري الحقيقي"، أو "أنا نفس عمري الحقيقي"، أو "أنا أكبر من عمري الحقيقي".
أظهرت النتائج أن العمر الذي يشعر به الناس أو "العمر الذاتي" مؤشر قوي على صحة عقولهم الحالية. كان لدى أولئك الذين لديهم عمر ذاتي أصغر بنية دماغية أكثر شبابا، وذاكرة أقوى من أولئك الذين شعروا بالعمر نفسه أو أكبر من عمرهم الزمني.
ومن المثير للاهتمام ارتباط العمر الذاتي الأصغر سنا أيضا بمهارات أفضل في الذاكرة والتخطيط بعد 10 سنوات، وعلى الرغم من أن قلة من الأشخاص الذين يصنفون عمرهم الذاتي على أنهم أكبر سنا قد يعانون مشكلة في الذاكرة أكثر، فإن معظم الناس ليسوا كذلك.