تجلت سرعة تفشي سلالة دلتا بين الأشخاص الحاصلين على اللقاح في الولايات المتحدة حين استضافت مدينة صغيرة في ماساتشوستس أكثر من 60 ألف شخص دون أقنعة خلال احتفالات يوم الاستقلال في الرابع من يوليو/ تموز الجاري، وانتهى الأمر بتسجيل ما لا يقل عن 256 إصابة بالفيروس، وكان حوالي ثلثي الإصابات لأشخاص تم تطعيمهم في وقتسابق.
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقول الكاتبة أبورفا ماندافيلي إن مثل هذا الأمر تكرر في كامل أنحاء الولايات المتحدة، وهو ما يظهر أن اللقاحات ليست حلا سحريا ضد الفيروس، رغم أنها تقلص من خطورته إلى حدكبير.
لكن وفقا للخبراء، لا تعد نسبة انتشار العدوى بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم مرتفعة، كما أن هذه الحالات لا تستوجب في معظمها دخول المستشفى، ولا تسبب الوفاة. وحسب الأرقام الرسمية، فإن أكثر من 97% من الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بسبب كوفيد-19 هم من غير الحاصلين على اللقاح.
وقد صرح الدكتور فاوتشي، أن التقارير الواردة عن حالات العدوى لا تعني بالضرورة أن اللقاحات ليست فعالة، مضيفاأن "نجاح اللقاح يعتمد على الوقاية من المرض".
ويؤكد الخبراء أن الحاصلين على اللقاح يمكن أن يصابوا بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض، أو قد تظهر فيالغالب أعراض خفيفة.
ويفرض الوضع الحالي وفقا لعدد من المختصين، أن يعاود الحاصلون على التطعيم التقيد بالتدابير الوقائية ومنهاارتداء الأقنعة في الأماكن المغلقة والمزدحمة مثل مراكز التسوق وقاعات الحفلات.
وتقول عالمة الجينات بكلية بايلور للطب، كريستن بانثاغاني، إن على مسؤولي الصحة أن يوضحوا للناس أن الدورالأساسي للقاحات هو الحد من الإصابة بالأعراض الخطيرة، وأنه من المستحيل أن تصل فعاليتها إلى نسبة 100%.
لكن الأمر المطمئن حسب الكاتبة، هو أن جميع اللقاحات المتوفرة حاليا قادرة على منع الأعراض الخطيرة أو الموت بسببالسلالات المتحورة، كما أثبتت الدراسات المخبرية أن سلاسة دلتا أخف وطأة من سلالة بيتا التي رصدت لأول مرة فيجنوب أفريقيا.
وتعمل اللقاحات على تهيئة جهاز المناعة للتعرف على الفيروس عند دخوله الجسم بسرعة كافية للقضاء عليه قبل حدوث أي ضرر كبير.
ويقول أخصائي المناعة في جامعة روكفلر، ميشيل نوسنزويغ، إن "هذا ما يفسر سبب إصابة الناس بالفيروس دون أن يعانوا من أعراض خطيرة. إنه أمر لا مفر منه تقريبا، إلا إذا قمنا بتطعيم الناس بجرعات معززة بشكل متكرر".