توصلت دراسة جديدة وصادمة أن استخدام الهاتف المحمول لمدة لا تقل عن 17 دقيقة يومياً على مدى 10 سنوات يزيد من خطر الإصابة بأورام سرطانية بنسبة تصل إلى 60%.
تضمن البحث المثير للجدل تحليلاً إحصائياً لـ 46 دراسة مختلفة حول استخدام الهاتف المحمول والصحة في جميع أنحاء العالم، من قبل خبراء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.
وبيّن الباحثون أن الإشعاع الصادر عن إشارات الهاتف المحمول يتداخل مع بنية الخلايا، ويمكن أن يؤدي إلى تكوين بروتينات الإجهاد التي تسبب تلف الحمض النووي والأورام، وحتى موت الخلايا في الحالات القصوى.
درس خبراء بيركلي الدراسات السابقة التي أجريت في الولايات المتحدة والسويد والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا للحصول على صورة واسعة لاستخدام الهاتف المحمول والصحة.
قال مؤلف الدراسة جويل موسكوفيتز، للمجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة: "إن على الناس تقليل الوقت على الهواتف المحمولة، وإبعادها عن أجسادهم، واستخدام خط أرضي للمكالمات حيثما أمكن ذلك".
وأضاف: "إن الدراسات التي تفحص الرابط بين استخدام الهاتف المحمول والسرطان مثيرة للجدل، حيث قال إنه موضوع سياسي شديد الحساسية".
في وقت سابق نفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أي صلة بين السرطان واستخدام الجوال، قائلة إنه لا يوجد دليل علمي ثابت أو موثوق على المشاكل الصحية الناجمة عن التعرض لطاقة التردد اللاسلكي المنبعثة من الهواتف المحمولة.
وقال الباحثون: "أحد الأسباب الرئيسية لعدم وجود المزيد من الأبحاث حول المخاطر الصحية للتعرض لإشعاع الترددات الراديوية هو أن الحكومة الأمريكية توقفت عن تمويل هذا البحث في التسعينيات".
كان الاستثناء الوحيد هو دراسة عن القوارض بقيمة 30 مليون دولار نُشرت في عام 2018، من قبل البرنامج الوطني لعلم السموم التابع للمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، التي وجدت "دليلاً واضحاً" على السرطنة من إشعاع الهاتف المحمول.
ومع ذلك رفضت إدارة الغذاء والدواء نتائج تلك الدراسة، قائلة إن النتائج لا تنطبق على البشر، واصفة إياها بأنها " مبالغ فيها".
قال موسكوفيتز: "إن إدارة الغذاء والدواء تسيطر عليها شركات صناعة الاتصالات، وإنّ عمالقة الاتصالات ينفقون نحو 100 مليون دولار سنوياً للضغط على الكونغرس".
يذكر أنه في الأول من مارس 2021، صدر تقرير عن المدير السابق للمركز الوطني للصحة البيئية في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، والذي خلص إلى أن هناك "احتمالاً كبيراً" بأن إشعاع التردد اللاسلكي المنبعث من الهواتف المحمولة يسبب أوراماً دبقية وأوراماً عصبية صوتية، وهما نوعان من أورام المخ.
وعلّق موسكوفيتز على كلام إدارة الغذاء بأن هناك تداعيات اقتصادية كبيرة على صناعة الهاتف المحمول القوية، ونفس شركات الجوال تموّل دراسات لإثبات عكس كلامنا.