جميعناً يدرك مخاطر التدخين على الصحة العامة للإنسان، كتلك الأمراض المتعلقة بالسرطان والرئتين وغيرها من الأمراض، ولكن توصلت دراسة أجراها المعهد الوطني الملكي للمكفوفين في بريطانيا أن هناك علاقة واضحة بين التدخين وضرره على العين، إذ يقول المعهد أن خطر فقدان البصر عند المدخنين يزيد بمقدار الضعف مقارنة بغير المدخنين. وذلك لأن دخان التبغ يمكن أن يسبب ويفاقم عددا من أمراض العين.
ويحتوي دخان السجائر على مواد كيميائية سامة، يمكن أن تهيج أغشية العينين، وتؤذيها.
على سبيل المثال، يمكن للمعادن الثقيلة، مثل الرصاص والنحاس، أن تتجمع في عدسة العين، وهي الجزء الشفاف الذي يقع خلف بؤبؤ العين ويجلب أشعة الضوء إلى البؤرة، مما يؤدي إلى إعتام العدسة، فتصبح الرؤية غائمة.
كما أن التدخين يمكن أن يزيد من مشاكل البصر المرتبطة بمرض السكري، وذلك عن طريق إتلاف الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من العين (شبكية العين).
كما يزيد احتمال إصابة المدخنين بمرض التنكس البقعي، المرتبط بتقدم العمر، بثلاث مرات مقارنة بغيرهم من غير المدخنين.
والتنكس البقعي يمثل حالة تؤثر على الرؤية المركزية للشخص، ما يعني فقدانه للقدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة للأشياء.
والمدخنون أكثر عرضة بنسبة 16 مرة من غيرهم للإصابة بفقدان مفاجئ للرؤية، بسبب الاعتلال العصبي البصري، إذ يتوقف تدفق الدم إلى العين.
وتقول الجمعية البريطانية لأطباء العيون إن التوقف عن التدخين، أو تجنبه، هو أحد أفضل الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية البصر، إلى جانب إجراء فحوصات منتظمة للعين.
وتقول عائشة فضلاني، أخصائية أمراض العيون ومستشارة لدى الجمعية البريطانية لأطباء العيون: "يميل الناس إلى معرفة الصلة بين التدخين والسرطان، لكن الكثير منهم لا يدركون تأثير التدخين على العينين".
وتضيف: "التدخين يزيد من خطر حدوث ظروف تهدد البصر، مثل التنكس البقعي المرتبط بتقدم العمر، وهو سبب مهم يدعو المدخنين إلى الإقلاع عن التدخين".