الحمى المالطية هي أحد الأمراض المعدية التي تنتج عن بكتيريا البروسيلا، وهي بكتيريا تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وفي هذا المقال، سوف نلقي الضوء على مرض الحمى المالطية وكافة المعلومات عنها.
أسباب الحمى المالطية
تتعدد سلاسلات بكتيريا البروسيلا التي تسبب الحمى المالطية، ويمكن أن تنتج عن الأبقار أو الكلاب أو الأغنام، بالإضافة إلى الخنازير والإبل والماعز، ومؤخراً وجد العلمات سلالات جديدة تسبب البكتيريا في الثعلب الأحمر وبعض الكائنات البحرية، مثل الفقمة، ويصعب علاج بكتيريا البروسيلا لدى الحيوانات.
ويصاب الإنسان بمرض الحمى المالطية أو داء البروسيلات عند ملامسته لحيوان أو أحد منتجات الحيوانات المصابة بالبروسيلا.
يتساءل كثير من الأشخاص هل الحمى المالطية معدية؟ نعم إنه مرض معدي ينتقل من الحيوان للإنسان، ولكن من الصعب انتقال البروسيلا من انسان لآخر، ويمكن أن تحدث الإصابة للرضيع عن طريق الأم المرضع، كذلك قد تنتقل العدوى خلال ممارسة العلاقة الحميمة.
وتدخل البكتيريا إلى الجسم من خلال أحد الطرق التالية:
- تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة ببكتيريا البروسيلا، مثل اللحوم التي لم يتم طهيها جيداً، أو الحليب غير المبستر.
- حدوث خدش أو جرح في الجلد.
- استنشاق الهواء الذي يحمل العدوى، ولكن هذا الأمر نادر الحدوث.
وهناك 4 أنواع من بكتيريا البروسيلا التي تسبب الإصابة بمرض الحمى المالطية لدى الإنسان، وتشمل:
- بكتيريا B. Melitensis: هو النوع الذي يسبب الحمى المالطية أكثر من غيره، وينتقل من الماعز والأغنام بشكل أساسي.
- بكتيريا B. Suis: ينتقل هذا النوع عن طريق الخنازير.
- بكتيريا B. Canis: ينتقل هذا النوع بواسطة الكلاب.
- بكتيريا B. abortus: ينتقل هذا النوع من المواشي.
وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالحمى المالطية، وهي:
- تناول أطعمة ملوثة من بكتيريا البروسيلا، وذلك نتيجة عدم طهي اللحوم جيداً، أو الحليب غير المبستر بمشتقاته.
- العمل في مصنع متخصص في اللحوم.
- السفر لأماكن تنتشر فيها بكتيريا البروسيلا.
- العمل بمزرعة.
اعراض الحمى المالطية
عادةً ما تتشابه اعراض الحمى المالطية مع أعراض الأنفلونزا، ويمكن أن تشمل ما يلي:
- آلام في الجسم وخاصةً الظهر.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- رفض تناول الطعام وفقدان الوزن.
- آلام الرأس.
- التعرق الزائد ليلاً.
- الشعور بالتعب.
- آلام في البطن.
- الكحة.
غالباً ما تبدأ اعراض الحمى المالطية في الظهور خلال 5 إلى 30 يوم بعد انتقال البكتيريا للجسم، وتختلف شدة الأعراض وفقاً لنوع البكتيريا، وتشمل:
- بكتيريا B. Melitensis: في حالة الإصابة بهذا النوع من البكتيريا، فإنها تؤدي إلى أعراض مفاجئة وشديدة قد تعيق الحركة.
- بكتيريا B. Suis: إذا حدث الإصابة بهذا النوع من البكتيريا، فإنها يمكن أن تؤدي إلى الخراجات في أعضاء الجسم المختلفة.
- بكتيريا B. Canis: حينما تنتج الحمى المالطية عن هذا النوع من البكتيريا، فإن الأعراض تظهر وتختفي، وعادةً ما يكون الإسهال والقىء مصاحباً للحالة.
- بكتيريا B. abortus: يسبب هذا النوع من البكتيريا أعراض خفيفة أو معتدلة، ولكنها غالباً ما تكون مزمنة.
هل الحمى المالطية خطيرة؟
تعتبر حالات الإصابة بالحمى المالطية غير شائعة بين البشر، وفي حالة الإصابة بها، فسوف تسبب مجموعة من المضاعفات الخطيرة، والتي تحتاج إلى التعامل معها بشكل صحيح، ولكنها نادراً ما تهدد الحياة. تشمل مضاعفات الحمى المالطية ما يلي:
- حدوث إصابة بالجهاز العصبي المركزي.
- الإصابة بالتهاب في صمامات القلب أو بطانة القلب.
- ظهور كيس أو خراج في الكبد.
ويمكن أن تؤدي الحمى المالطية إلى أعراض مستمرة، وهي:
- الشعور بالتعب.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- آلام في العظام والمفاصل.
وقد تتسبب الحمى المالطية عند المرأة الحامل في:
- الولادة المبكرة أو الاجهاض.
- إصابة الجنين بعيوب خلقية.
ولذلك يجب الانتباه إلى اعراض الحمى المالطية لتفادي المخاطر المحتملة من الإصابة بها.
علاج الحمى المالطية
يعتبر علاج الحمى المالطية أمراً صعباً، ويحتاج المريض إلى المضاد الحيوي الذي يساعد في التخلص من بكتيريا البروسيلا التي تسبب العدوى.
وعلى المريض الإلتزام بالجرعة الخاصة بالمضاد الحيوي حتى لا يعود المرض مرة أخرى، وعدم التوقف عن تناوله إلا بعد انتهاء الجرعة المحددة، فيمكن أن تحدث الحالة مرة أخرى خلال أول 6 أشهر بعد الحصول على العلاج، ويكون ذلك بنسبة تتراوح بين 5 إلى 15%.
يمكن أن يتطلب علاج الحمى المالطية أكثر من أسبوع، وقد يمتد لأشهر، وفي حالة الإلتزام بالعلاج، يمكن أن يتعافى المريض خلال شهر من بداية ظهور الأعراض.
الوقاية من الحمى المالطية
تساعد بعض الطرق في الوقاية من الحمى المالطية، وهي:
- تجنب مشتقات الحليب غير المبسترة.
- تجنب ملامسة الحيوانات بشكل مباشر في حالة التعامل المباشر معهم، واذا كان هناك ضرورة لذلك نتيجة العمل بمجال يتطلب ملامسة الحيوانات، فيجب ارتداء قفازات مطاطية.
- في حالة ملامسة الجلد لحيوان مصاب بمرض البروسيلا أو الحمى المالطية، فينبغي استشارة الطبيب على الفور لمعرفة الإجراءات اللازمة وتفادي الأعراض، وعادةً ما يحتاج الشخص إلى متابعة لمدة تزيد عن 6 أشهر للتأكد من عدم انتقال العدوى.
- غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون حتى لا تنتقل العدوى من الحيوان إلى جسم الإنسان.
ماذا يأكل مريض الحمى المالطية؟
لا يوجد نظام غذائي خاص مطلوب أثناء علاج الحمى المالطية، ولكن يجب على المريض اتباع نمط غذائي صحي والإكثار من الأطعمة المغذية والغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكامل والبروتينات، وذلك لتعزيز جهاز المناعة والمساعدة في التعافي سريعاً.